الاثنين، 17 سبتمبر 2012

نسأل الله رحمته والنجاة من عقابه !


{وَلَئِن مَّسَّتْهُمْ نَفْحَةٌ مّنْ عَذَابِ رَبّكَ لَيَقُولُنَّ يٰويْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَٰلِمِينَ }.

لو كانت هذه الآية من كلام بلغاء البشر لقالوا : ( ولئن مستهم لفحة ) ؛ لأن اللفح هو مس النار ، وهو المقصود هنا ، وأما النفحة فهي لهبوب الخير ، ومسيس البركات والألطاف !
لكن جاء التعبير بـ( النفحة) : لبيان أنها أدنى درجات العذاب ، فهذه (اللفحة) بالنسبة لشديد العذاب كأنها نفحة خير .
فإذا كانوا بمجرد نفحة العذاب ستخور قواهم ، وستأكلهم حسراتهم ، وستنوح قلوبهم وتصرخ حناجرهم بدعوة الويل والثبور فكيف إذا مسهم شديد العذاب ؟!
وفي حرف الجر (من) في قوله تعالي { نَفْحَةٌ مّنْ عَذَابِ رَبّكَ } زيادة تأكيد على خفة هذا العذاب بالنسبة لما ينتظرهم من شديده ، فهو ليس فقط (نفحة) ، بل هو جزء من هذه (النفحة).
وهذا يذكر بالحديث الصحيح : عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (( يُؤْتَى بِأَنْعَمِ أَهْلِ الدُّنْيَا مِنْ أَهْلِ النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، فَيُصْبَغُ فِي النَّارِ صَبْغَةً ، ثُمَّ يُقَالُ : يَا ابْنَ آدَمَ ، هَلْ رَأَيْتَ خَيْرًا قَطُّ ؟ هَلْ مَرَّ بِكَ نَعِيمٌ قَطُّ ؟ فَيَقُولُ : لَا وَاللَّهِ يَا رَبِّ )).
نسأل الله رحمته والنجاة من عقابه !


د.الشريف حاتم بن عارف العوني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق