الخميس، 15 نوفمبر 2012

ولكن مسلمي بورما لا بواكي لهم


ولكن مسلمي بورما لا بواكي لهم

بقلم : د. محمد سعيد صمدي

في الكثير من المناسبات ومستجدات الأحداث التي يتقلب فيها الفرد المسلم أو الأمة - يتذكَّر أثرًا شريفًا منسوبًا لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((ولكن حمزة لا بواكيَ له)).

ويروي الإمام موسى بن عقبة (ت 141هـ) في كتابه "المغازي"[1] أن الرسول الكريم لما عاد من غزوة أُحُدٍ، وجد حالة من الحزن تملأ شِعْب المدينة صراخًا وعويلاً من نساء المدينة وجواريها، على مَن فقدن مِن الأزواج والأقارب؛ فصعُب عليه - صلى الله عليه وسلم - الأمرُ، وتذكَّرَ مجاهدًا مقدَّمًا في الإسلام والجهاد، من المهاجرين وينتمي لآل بيته الطاهر، لكن غربته في المدينة المنورة بطلعة الإسلام، جعلت النبيَّ المرسلَ - عليه الصلاة والسلام - المثقلَ بمخلَّفات حربٍ غيرِ متكافئة، يقول بملء فيه؛ ليضع حدًّا للحالة التي يستغلها مُرْجِفو المدينة ومنافقوها: ((ولكن حمزة لا بواكي له)).

تقول رواية موسى بن عقبة: "فلما دخل النبي - صلى الله عليه وسلم - أزِقَّة المدينة إذا النوح والبكاء في الدُّور، فقال: ((ما هذا؟))، قالوا: هذه نساء الأنصار يبكين قتلاهم، قال: وأقبلت امرأة تحمل ابنها وزوجها على بعيرٍ قد ربطتهما بحبل، ثم ركبت بينهما، وحمل منهم قتلى فدفنوا في مقابر المدينة، فنهاهم رسول الله عن حملهم، وقال: ((وارُوهم حيث أُصيبوا))، وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين سمع البكاء: ((لكن حمزة لا بواكي له))، واستغفر له، فسمع ذلك سعد بن معاذ، وسعد بن عبادة، ومعاذ بن جبل، وعبدالله بن رَوَاحة، فمشوا إلى دُورِهم فجَمَعوا كلَّ نائحة باكية كانت بالمدينة، فقالوا: والله لا تبكين قتلى الأنصار حتى تبكين عمَّ رسول الله؛ فإنه قد ذكر أن لا بواكي له بالمدينة..."[2].

إن الدرس الذي يقدِّمه هذا الحَدَث - الذي تورده كتب السيرة، والذي يؤرِّخ لحالات إنسانية عاشها المجتمع المدني بعد موقعة أُحُد القاسية - هو محاولة التغلب على النرجسية، ومقاومة معاناة الذات، والانتقال إلى تقاسم معاناة الجماعة النفسية والمجتمعية، وحتى الإيمانية، فلا يعقل في منطق الدين الجديد الذي وحَّد أهل المدينة بإخوانهم المهاجرين، أن تتحوَّل لحظة مأساوية - أكد الزمن الذهبي للإسلام أنها عابرة - إلى شبه انقلاب على قيم التوحيد والإيمان، فعمَّ - بسبب التدخل النبوي بتلك المقولة الشريفة عن عمِّه أسد الإسلام - التضامنُ والمواساةُ والتعزيةُ لأهالي شهداء أحد، لا فرق بين أنصاريٍّ ومهاجر.

وسياق تذكُّرِ هذا الأثر النبوي الذي يرقى إلى درجة عالية من الصحة - كما يقول المحدِّثون - هو مأساة حمزة - رضي الله عنه - في دولة "ميانمار" البوذية، وحمزةُ هنا هو رمزٌ للموحِّدين من مسلمي "الروهينغيا"، المواطنين الأصليين لمملكة "أرَكان" القديمة، التي دخلها الإسلام منذ وقت بعيد جدًّا، وكأن القتلَ والفتك والتمثيل، الذي وصل حدَّ إخراج الكَبِد من قِبل "وَحْشِي" تنفيذًا لأوامر "هند" - يُعِيد التاريخَ، ويكرر الصورةَ مع عصابة مؤمنة في أدنى الأرض، وتذكرت قوله الشريف - صلى الله عليه وسلم - وقلت في نفسي: "ولكن مسلمي بورما لا بواكي لهم"، أمام صراخ وعويل إعلاميين كبيرين من القوى العظمى ومنظمات حقوق الإنسان الدولية؛ ندبًا وتحسيسًا بقضايا أقليات مضطهدة من غير المسلمين في شتى مناطق العالم.

واليوم يتذكر المرء أقلية مسلمة مضطهدة اضطهادًا لا يمكن وصفُه؛ تقتيلاً وحرقًا، وتشريدًا ومحاصرة، وتجويعًا وإرهابًا، وتكتمل المأساة حينما تقوم دول الجوارِ بمحاصرة اللاجئين المضطهدين الهاربين، ويتم تركهم في وضعيات ومناطق معلَّقة لا تتوفر على أبسط مقومات الحياة الكريمة، ويصعب على المتتبِّع أن يُحصِي ألوان التضييق والحرب التي تستهدف السكَّان الأصليين "للأَرَكَان" في شتى مناحي الحياة، وكلها بالمناسبة تقارير معروفة، ومثبتة في أرشيف منظمات حقوق الإنسان، ومنظمة الأمم المتحدة، والمؤتمر الإسلامي، والاتحاد الأوربي؛ لكن القوى الضاغطة والمتحكمة في بوصلة التدخلات والضغط تتجاهلُ كليةً مأساةَ هذه الفئةِ من البشرية، التي تتوفَّر على كل معاني القيم البشرية، رغم التشويه الذي قد يُلصَق بها، فما رأتْ عيني ألطفَ وأندى وأرقَّ من مسلمي آسيا، خاصة مسلمي الصين الذين زرتُهم سنة 2001، فتذكَّرت قوله - صلى الله عليه وسلم -: ((يأتِي على أمتي زمانٌ، الصابرُ فيهم على دينه كالقابضِ على الجمر)).


وفعلاً حينما تولد وتحيا في ظل نظامِ "دكتاتورية مقرفة"؛ كالدكتاتورية الصينية، أو الديكتاتورية البوذية، المطوقتين بعولمة حداثية مزيفة لا تستطيع تحقيق العدالة الإنسانية - تعرف بحقِّ قيمة وطينةَ ومعدنَ الأقليةِ المسلمة في بلاد الصين والميانمار المجاورة لغرب الصين، وتتأكَّد من أن الإنسان هناك يحيا بحق وهو ممسك أوثقَ الإمساك بجمرة التوحيد العصية عن الاجتثاث.


وقد آن الأوان - إن لم يكن تأخَّر - أن تفتح عينَها المنظماتُ الحقوقية الدولية على هذا النوع من البشر، الذي تتحدث عنه وعن حقوقه ديباجاتُها وأدبياتُها الحقوقية، فهل يكفي أن تُصرفَ كُلفةٌ مالية سخية، وتُمارسَ ضغوطاتٌ على أنظمة معينة لتحسين التقدم في الحريات وحقوق الإنسان ضد كل أصناف التمييز العرقية والعَقَدية واللونية، وتضغط في اتجاهِ إلغاء عقوبة الإعدام لأخطر وأبشع أنواع الجرائم المرتكبة؛ بدعوى الحق في الحياة، في الوقت الذي يُعدم فيه أبرياء الأَرَكَان مسلمو بورما.


يقول الدكتور أحمد الريسوني - في حوار له، وهو يستهجن الدفاع غير المفهوم عن إلغاء عقوبة الإعدام في بعض الدول -: "في اعتقادي، معركة عقوبة الإعدام من المعارك المفتعلة؛ فالواقع يقول: إن هذه العقوبة ليس لها وجود يستحق هذه الضجة، وكان جديرًا بنا جميعًا أن نصرف أوقاتنا في البحث عن حلولٍ لمشاكل الملايين من المعذَّبين والمعرَّضين فعليًّا للموت في هذا المجتمع..."[3].
إن أهلنا الموحِّدين ببلاد الأرَكان (ميانمار) كجماعة بشرية كاملة الحقوق والمواطنة، كأي بشر أو أقلية تعيش عصر العولمة والحداثة والديمقراطية والثقافة الحقوقية - يتضرعون إلى الله استنجادًا بكلِّ مَن يملك أي وسيلة ضغط لإجبار الحكومة المعترَف بها بميانمار، أن تتحمَّل مسؤوليتها في حماية شعبها بمختلف مكوناته وأعراقه؛ حتى لا يستغل البوذيُّون المتوحِّشون هامش العزلة والبعد الجغرافي، وتهاون الحكومة في مقاومة الحقد الطائفي.

لقد بدأتْ بوادر التحسيس بمأساة مسلمي الروهينغا، وفي طليعة المبادرات الرائدة الزيارة الإنسانية للوفد التركي؛ ولكن الأمرَ جَلَلٌ، يستدعي تدخلاً إسلاميًّا عاجلاً؛ لحماية كرامة الإنسان المسلم في بورما؛ أطفالاً ورجالاً ونساءً وشيبًا؛ فهل إلى هذا الحد من التراخي والنسيان، استُرْخِصَت القيمُ، واستبيحت عقيدة التوحيد والتسامح؟!


[1] المغازي (423 صفحة) - جمع ودراسة وتخريج محمد باقشيش أبو مالك - منشورات كلية الآداب والعلوم الإنسانية بأكادير - مطبعة المعارف الجديدة/الرباط/ 1994.
[2] تنظر تتمة القصة في كتاب المغازي: 193.
[3] جريدة " المساء" المغربية ع 1891، (22- 10 - 2012).

هم العدو فاحذرهم


هم العدو فاحذرهم

بقلم : أ.شريفة الغامدي

لماذا صِرْنا نخشَى تشارُك أحلامِنا مع الآخرين؟
الإجابة هي: لأنَّنا ندرك أنَّ كثيرًا منهم يَستكثرون علينا تلك الأحلام.

لَيس ذلك تشاؤمًا أبدًا، وليستْ نظرةً سوداء للأمور وللآخرين، ولكنَّها الحقيقة.

نُخفي أحلامنا في صدورِنا، ونتلفَّت حولنا؛ لنتأكَّد أنَّ أحدًا لا يتلصَّص علينا ونحن نَئِدُها في قلوبنا، وندسُّها أحقابًا وأعوامًا في صدورِنا وعقولنا، ونظل مِن حينٍ لآخر نطلُّ عليها ونتفقَّدها؛ لنتأكدَ أنَّها ما زالتْ موجودة!

وما ذاك إلا لأنَّنا لسْنا واثقين مِن أنَّ الآخرين سيتقبَّلون تلك الأحلامَ، وأنهم لن يَسْخَروا منها ويحقروها.

بعضُ الناس لديهم هوايةُ التحطيم والتثبيط، ويَمارسونها بمهارةٍ جمَّة، فلديهم القدرةُ على انتزاع الآمال مِن أحداقِ الآخرين، واقتلاع الأحلام مِن صدورهم، وقطْع الطُّرُق عليهم نحوَ تحقيقها بكلماتِهم القاسية المحطَّمة.

هذه الفِئة التي تنثُر الأشواكَ في طريقِ كلِّ مَن أراد التقدُّمَ، يجب أن تجتثَّها من طريقِك إن أردتَ النجاح، وترفض أن تستمع لأيِّ صوتٍ صادر عنها، فاستماعك لها وانسياقك خلْفَها ما هو إلا الفَشَل.

احترزْ ممَّن يَجذبونَك للخَلْف، ويَقدّون آمالك من دُبُر، ولا تلتفتْ إليهم، بل أصم أُذنَيْك عن كلِّ ما يقولون.

ضَعْ لافتةً كبيرة في عقلك، واكتب عليها: عفوًا أحلامي ليستْ للمشاركة، واعرضها على كلِّ مَن يُحاوِل مشاركتك أحلامَك عنوةً، وأخبره أنها أحلامك أنت فقط.

هؤلاء الأشخاص إنْ حَسُنتْ نواياهم فهم أشخاصٌ كسولون هِمَمهم مُتدنية، لا تعني لهم القِمم إلا سقفًا بعيدًا يصعُب الوصول إليه، لا يُريدون أن تُفتح عليهم الأعين فيُرى مدَى تأخرُّهم في أدائهم، فمِن الأسهل في نظرِهم منعُك من التقدُّم، بدلاً مِن منْع أنفسهم من التوقُّف أو التأخُّر.

أمَّا إنْ كانوا مِن أصحاب النوايا الأخرى فهُم في الغالب حسودون، لا يُحبُّون أن يبرز أحدٌ سواهم، فتراهم يجلبون عليك بما استطاعوا؛ ليُوقِفوا مسيرك.

و"شرُّ الناسِ ذُو الوجهين" الذي يأتيك ناصِحًا محبًّا في ظاهره، ويُخْفِي في جوفِه خلافَ ما يُبديه لك.

ومنهم مَن لا يُريدونك أن تبحَث في أمور لا يَميلون إليها، فمثلاً تجد أحدَهم بعيدًا عن أمور دِينه وعبادته، فلا يُريد منك التعمُّقَ في علوم الدِّين والشَّرْع، إلا إذا كنتَ صامتًا لا تؤدِّي حقَّ ما تعلمتَه، فلا تُحاجّه ولا تَنصحه؛ كي لا تلفت النظر لنقْصِه في هذه الأمور، أو حتى لا تبدأ في لومِه لتقصيرِه، وحتى لا تُشعِره بغَيِّه، فتراه مرتاحًا لما رَكَن إليه مِن إخماد حسِّه وشعوره ودنوِّ همَّته.

أمَّا البعضُ فيُصيبهم هذا الداءُ فقط إذا تعلَّق الأمر بالمال، فإذا تطلَّب مشروعُك إنفاقَ بعض المال تجده يُعارضك تمامًا، مهْمَا حاولتَ إقناعَه؛ لأنَّه يرفض فِكرةَ الإنفاق أصلاً، ويتجنب كلَّ ما مِن شأنه الاقتصاص مِن ماله.

هؤلاء البُخلاء لا يُفكِّرون أبدًا في بَحْثِ فكرتك أو مشروعك؛ حيث يَتَّخذون قرارَهم بفشله مُسبقًا، بمُجرَّد أن عَلِموا أنَّ هناك بذلاً ماديًّا عليه.

اختلفتِ الأسبابُ، والنتيجةُ واحدةٌ، إنَّ هؤلاء الأشخاصَ يَقتُلون الإبداعَ، ويَئِدون الحماس في المهد، ويَعوقون كلَّ مُثابِر ويثنونه عن التقدُّمِ والمُضي نحوَ هدفِه.

وفي المقابل فمِن الناس مَن يمدُّونك بكلماتهم الطيِّبة حتى الامتلاء بالنَّشَاط والأمَل والحماس، والرغبة في الانطلاقِ والبدء فورًا؛ لهذا كانتِ الكلمةُ الطيبة صَدَقةً.

ولكن مَن أعنيهم بالحديثِ هنا هُم الفِئة الأولى المحبطة والمثبِّطة، كثيرة النقد والثرثرة، مَن يرون في كلِّ فِكرة مغامرةً، وفي كلِّ محاولة تهوُّرًا، وفي كل مبادرةٍ تسرُّعًا.

ولأنَّ ما نسمعه مِن آراء وأفكار يؤثِّر سلبًا أو إيجابًا على أفكارنا وأفعالنا وأدائنا؛ لذا فاصْحبِ الفئةَ الأخرى الدافعة للتقدُّم، أما هؤلاء فأنتَ لا تَملِك إغلاقَ أفْواههم، ولكنَّك تملك إغلاقَ أذنيك عمَّا يقولونه.

تُروَى قصَّة عن جماعة مِن الضفادع، بينما كانتْ تسيرُ في الغابة إذ سقَط بعضٌ منها في بِئر عميقة سحيقة، فتجمَّعتِ الضفادع حولَ البئر تنقُّ وتصيح، وهالهم عُمقُ البئر فتصايحوا يستحيل أن تخرجوا، البئر سحيقة، لا أَمَل لكم في النَّجاة، وغيرها مِن العبارات المحبِّطة.

لم يكنِ الاستسلام لفِكرة الموت سهلاً، ولكن البعض رَكَن إليه، بينما حاولتْ مجموعةٌ أخرى المتابعةَ، ولكن كلمات الإحباط والتثبيط ما لَبِثَتْ أن أرْخَتْ عزائمهم، فتساقطوا تباعًا بعدما أعياهم الجهد وقتَلهم اليأس، عدَا ضُفْدع واحد، استمرَّ في المحاولة بإصرارٍ وعزْم بكلِّ قوته، حتى وصَل إلى حافَّة البئر، وخرَج في دهشةٍ مِن الجميع.

ما الذي جعَل الضُّفَدعَ الأخير يصل؟
ما الذي جعلَه لا يتخلَّى عن إصراره؟

سبب واحد.
كان ذلك الضفدع أصمَّ!
ظنَّ نِداءاتهم وانفعالاتهم تَشجيعًا.

لذا كُن أصمَّ إذا قيل لك: مستحيل، واعتبرْ عباراتهم المحبطة دافعًا لك، وإذا لم تكن قادرًا على انتزاعِهم مِن دائرة الخمول، فلا تسمح لهم بجَذْبك أنتَ إليها، فلا تجعلْ كلماتهم تُشعِرك بالفشل قبلَ أن تحاول، فإنَّك لن تعرِفَ قبل أن تُقْدِم.

ولا تسمحْ لأحدٍ بانتزاعِ الأمل مِن داخلك، فوَجهُ الحياة يُصبح صغيرًا شاحبًا إذا شحَّ الأمل، وكم قتلت كلماتُ الإحباط واليأس مَريضًا، بينما عُوفي الكثيرون بسببِ كلمات التفاؤل التي أحْيَتْ فيهم ذلك الأمَل!

رَدِّد في نفسِك: أنا استطيع، ولا تشغل نفسَك بإقناعهم بأنَّك تستطيع، كُن واثقًا مِن خُطواتك، واعمل بجِدٍّ وحدِّد أهدافَك، وركِّز على تحقيقِها، ودعْ فُضولَ الكلام.

وليكُن شِعارُك وردُّك عليهم: (لا يُدرك المفاخِرَ مَن رضي بالصفِّ الآخِر).

هؤلاء يَتكرَّرون في كلِّ أوان ومكان وزمان، ومع ذلك فهذا لا يَعني أنَّ كلَّ مَن يثنيك عن فِعل، أو لا يُشجِّعك على الإقدام على أمرٍ ما، هو بالضرورة شخصٌ مثبِّط، فذوو الخِبرة لهم مرئيَّاتهم في مجالاتِهم التي يعرفونها جيدًا.

والفَرْق بينهم أنَّ الخبير يُعطيك أسبابًا محدَّدة وواضحة، يظهر لك العيوب والمميزات، ويحاول أن يُغيِّر مِن خُطتك؛ لجعلِها فاعلةً، بينما المثبِّطون لا تجد لديهم أسبابًا، بل هم يُطلقون عباراتِ الإحباط والتثبيط فقط؛ لثَنْيِك عن فِكرتك، وإذا سألتَهم عن الأسباب أداروا دفَّةَ الحوار في مَنحًى آخر، فيَتَلوّون ويَتلوَّنُون؛ هربًا من الإجابة، والنقاشُ معهم عديمُ الجدوى.

والحِكمة ألاَّ تعرِضَ أفكارك إلا على ذوي الاختصاص إنْ كنتَ طالبًا للمشورة، أمَّا إن لم تكن بحاجةٍ لها، فأَقْدِم على عملك مستعينًا بالكِتمان، حتى يرَى عملك النور.

احمِ أحلامَك، ولا تسمحْ لأحد أبدًا بمقاطعتها، الْزَمِ الأمل والتفاؤل، فقد كان - صلَّى الله عليه وسلَّم - يُعْجِبه الفأل.

واعلم أنَّكَ أنت مَن يصنع النجاحَ لذاتك، بإصرارِك، وعزْمِك، وثِقتك بنفسِك، وليس الآخرين.

فلا تعتمد في تحقيقِ أهدافِك على غيرِك وبخاصة هؤلاء، فآمالُهم محدودةٌ، وطموحاتهم ضيِّقة، وأفكارهم سلبيَّة، كسَا عقولَهم غبارُ الكسل والخمول، والخوف مِن القادم.

اعتادوا الرتابةَ في العمل، فكَرِهوا التطويرَ والتغيير للأفضل، يُروِّعهم السقوط فلا يُقدِمون على الحركة، وما أدركوا أنَّ سقوطَ الإنسان ليس فشلاً، وإنَّما الفشلُ أن يبقَى حيث سقَط.

يظنُّون بأنَّهم على صواب وهم مُجانِبوه؛ ﴿ وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ ﴾ [الزخرف: 37].

لتكن حَكيمًا في ردِّك عليهم، ولا تدخلْ معهم في كثيرِ جدلٍ؛ فكثرةُ الجدل مضيعةٌ للوقت.

سأل أحدُهم بحَّارًا: أين مات أبوك؟
قال: في البَحْر.
قال: وجدُّك؟
قال: في البحر.

فصرَخ الرجل: وترْكَب البحرَ بعدَ هذا!
فسأله البحار: وأنت أين ماتَ أبوك؟
قال: على فراشه.
قال: وجدُّك؟
رد: على فراشه.

قال البحَّار: وما زلتَ تنام على فراشِك بعدَ هذا!

ولو تَجنَّب الإنسان كلَّ ما يُخيفه لاجتنبَ الحياة وبقِي ملتفًّا بفراشه يرتعِدُ خوفًا من الموت بدلاً مِن العمل لِمَا بعده.

ونَصيحتي:
كن ذا هِمَّة عالية، ضَعْ هدفك نُصبَ عينيك، وانطلق نحوَه، واجتنبْ مَن إذا أريته الوردةَ أراك أشواكها.

وَمَنْ يَتَهَيَّبْ صُعُودَ الجِبَالِ 
يَعِشْ أَبَدَ الدَّهْرِ بَيْنَ الحُفَرْ

الأربعاء، 14 نوفمبر 2012

فتاوى العلماء في حكم التهنئة بالعام الهجري الجديد

الإمام عبدالعزيز بن باز رحمه الله تعالى :

السؤال :

 يجري في بعض البلاد أعياد بمناسبة الاستقلال مثلاً، أو بما يسمى بالعيد الوطني، فهل هي أعياد مشروعة أو مباحة، وما حكم التهنئة بها؟ كذلك ما حكم التهنئة بدخول السنة الهجرية؟ 
الجواب :

 كل هذه الأعياد مبتدعة، وكلها باطلة من موالد أو غيرها، لا يجوز فعلها، ولا الاحتفال بها، بل يجب ترك ذلك؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يفعل ذلك ولا أصحابه رضي الله عنهم وأرضاهم، فالواجب ترك ذلك، أما إذا هنأك إنسان وقال لك: جزاك الله خيراً، نسأل الله التوفيق، فلا بأس به، لكن الأفضل ألا تبدأ بالتهنئة بالعام الجديد أو ما أشبه ذلك، لكن إذا قال لك: مبارك، وجزاك الله خيراً، وبارك الله فيك، فلا بأس إن شاء الله، أما الاحتفال ووجود اجتماعات أو طعام أو ما أشبه ذلك، فلا يجوز.


وسئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله : ما حكم التهنئة بالسنة الهجرية وماذا يرد على المهنئ ؟
فأجاب رحمه الله :إن هنأك احد فرد عليه ولا تبتديء أحدا بذلك هذا هو الصواب في هذه المسألة لو قال لك إنسان مثلا نهنئك بهذا العام الجديد قل : هنئك الله بخير وجعله عام خير وبركه ، لكن لا تبتدئ الناس أنت لأنني لا أعلم أنه جاء عن السلف أنهم كانوا يهنئون بالعام الجديد بل اعلموا أن السلف لم يتخذوا المحرم أول العام الجديد إلا في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه. انتهى
دروس للشيخ عبد العزيز بن باز /دروس صوتية قام بتفريغها موقع الشبكة الإسلامية ( رقم الدرس 17)


السؤال:
فضيلة الشيخ! تكلمتم عن العام الجديد، فما حكم التهنئة بالسنة الهجرية؟ وماذا يجب علينا نحو المهنئين؟ 
الجواب:

إن هنأك أحد فرد عليه، ولا تبتدئ أحداً بذلك، هذا هو الصواب في هذه المسألة، لو قال لك إنسان مثلاً: نهنئك بهذا العام الجديد قال: هنأك الله بخير وجعله عام خير وبركة. لكن لا تبتدئ الناس أنت؛ لأنني لا أعلم أنه جاء عن السلف أنهم كانوا يهنئون بالعام الجديد، بل اعلموا أن السلف لم يتخذوا المحرم أول العام الجديد إلا في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
( اللقاء الشهري [44] )في آخر هذا العام (عام 1417هـ) 

وسئل رحمه الله: 

فضيلة الشيخ: ما رأيكم في تبادل التهنئة في بداية العام الهجري الجديد؟
الجواب:

أرى أن بداية التهنئة في قدوم العام الجديد لا بأس بها ولكنها ليست مشروعة بمعنى: أننا لا نقول للناس: إنه يسن لكم أن يهنئ بعضكم بعضاً، لكن لو فعلوه فلا بأس، وإنما ينبغي له أيضاً إذا هنأه في العام الجديد أن يسأل الله له أن يكون عام خيرٍ وبركة فالإنسان يرد التهنئة. هذا الذي نراه في هذه المسألة، وهي من الأمور العادية وليست من الأمور التعبدية.
( لقاء الباب المفتوح [93] )يوم الخميس الخامس والعشرين من شهر ذي الحجة عام (1415هـ) 

وسئل رحمه الله : 

هل يجوز التهنئة بحلول العام الجديد؟
الشيخ: التهنئة بحلول العام الجديد ليس لها أصل من عمل السلف الصالح ، فلا تبتدئها أنت، ولكن إن هنَّاك أحد فرد عليه، لأن هذا أصبح معتاداً في أوساط الناس، وإن كان هذا بدأ يَقِل الآن، لما حصل ولله الحمد عند الناس علم، وكانوا من قبل يتبادلون الرسائل. 
السائل: ما هي الصيغة التي يتبادلها الناس؟
الشيخ: أن يهنئوك ببلوغ العام الجديد، ونسأل الله أن يتجاوز عنك ما مضى في العام الماضي، وأن يعينك على ما يستقبل أو كلمة نحوها. 
السائل: هل يقال: كل عام وأنتم بخير؟ 
الشيخ: لا، كل عام وأنتم بخير لا تقال لا في عيد الأضحى ولا الفطر ولا بهذا.
اللقاء( 202) من اللقاء المعروف بـ(لقاء الباب المفتوح) يوم الخميس هو السادس من شهر المحرم عام (1420هـ)


الشيخ عبد الكريم الخضير حفظه الله تعالى

قال في التهنئة بدخول العام الهجري :
الدعاء للمسلم بدعاء مطلق لا يتعبد الشخص بلفظه في المناسبات كالأعياد لا بأس به لاسيما إذا كان المقصود من هذه التهنئة التودد ، وإظهار السرور والبشر في وجه المسلم . قال الإمام أحمد رحمه الله : لا ابتدئ بالتهنئة فإن ابتدأني أحد أجبته لأن جواب التحية واجب وأماالابتداء بالتهنئة فليس سنة مأمورا بها ولا هو أيضا مما نهي عنه .
موقع الإسلام سؤال وجواب (5/ 4908) رقم الفتوى 21290


أ.د.عمر بن عبد الله المقبل

السؤال :

ما حكم التهنئة بالعام الهجري الجديد؟
الجواب :

الأصل في التهاني -والله أعلم- أنها من باب العادات، ولكن الأولى هنا -أعني في التهنئة بالعام الجديد- ألاّ يبدأ بها الإنسان؛ لأن هذا ليس من السنة، وليست الغبطة بكثرة السنين، بل الغبطة بما أمضاه العبد منها في طاعة مولاه، فكثرة السنين خير لمن أمضاه في طاعة ربه، شر لمن أمضاها في معصية الله والتمرد على طاعته، وشر الناس من طال عمره وساء عمله -كما يقول شيخنا ابن عثيمين -رحمه الله تعالى- في ديوان خطبه ص (702)-.
ولكن لو هُنِّئ الإنسان، فلا ينبغي له أن ينكر، بل ينبغي أن يجعل الرد بالدعاء، كأن يقول: جعل الله هذا العام عام عز ونصر للأمة الإسلامية، ونحو هذه الدعوات الطيبة والله تعالى أعلم.


أ.د.سلمان بن فهد العودة
المشرف العام على موقع الإسلام اليوم
التاريخ 28/12/1423هـ


السؤال :

ما حكم التهنئة بالعام الهجري الجديد؟
الجواب :

التهنئة بالعام الهجري الجديد من المباحات، وأفضل ما يقال في شأنها أن من هنأك ترد عليه بكلام طيب من جنس كلامه، ولا تبدأ أحداً بها.
وهذا بعينه ما روي عن أحمد في التهنئة بالعيد أنه من هنأه رد عليه، وإلا لم يبتدئه، ولا أعلم في التهنئة بالعيد شيئاً يثبت.
وقد قال أصحابنا من الحنابلة: لا بأس بقوله لغيره: تقبل الله منا ومنك، فالجواب: أي لا بأس بتهنئة الناس بعضهم بعضاً بما هو مستفيض بينهم، وقد يستدل لهذا من حيث العموم بمشروعية سجود الشكر، ومشروعية التعزية، وتبشير النبي -صلى الله عليه وسلم- بقدوم رمضان، انظر ما رواه النسائي (2106)، وتهنئة طلحة بن عبيد الله لكعب بن مالك، وبحضرة النبي -صلى الله عليه وسلم- ولم ينكر عليه، انظر ما رواه البخاري (4418) ومسلم (2769).
قال ابن تيمية -رحمه الله-: قد روي عن طائفة من الصحابة أنهم كانوا يفعلونه، ورخص فيه الأئمة كأحمد وغيره.
وذكر الحافظ ابن حجر مشروعيته، وثمة آثار عديدة في مثل ذلك.
قال أحمد: لا أبتدئ به، فإن ابتدأني أحد أجبته.
وذلك لأن جواب التحية واجب؛ لقوله -تعالى-:"وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها"الآية [النساء:86].
ولم يرد في مثل ذلك نهي، والله -تعالى- أعلم.
ولا يدخل مثل هذا في باب البدع؛ لأنه من محاسن العادات وطيب الأخلاق، ولا يقصد به محض التعبد، هذا ما يظهر لي، والله أعلم.

الخميس، 8 نوفمبر 2012

تخريج حديث : ((أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم)).

تخريج حديث : ((أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم)).
هذا حديث باطل لا يصح .
رواه ابن عبد البر في جامع بيان فضل العلم 2/ 90، وقال (وهذا الكلام لا يصح عن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -)، وقال الحافظ ابن حجر (رواه عبد بن حميد في مسنده وفيه راوٍ ضعيف جداً، ورواه الدارقطني في غرائب مالك، وفيه من لا يعرف، ورواه البزار وفيه كذَّاب، ورواه القضاعي في مسند الشهاب له، وفي إسناده كذَّاب)، ثم نقل الحافظ عن أبي بكر البزار قوله: هذا الكلام لم يصح عن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -.
ونقل قول ابن حزم: هذا خبر مكذوب موضوع. التلخيص الحبير 4/ 190 - 191.
وقال الحافظ ابن كثير بعد أن ذكر الحديث (هذا الحديث لم يروه أحد من أهل الكتب الستة وهو ضعيف) تحفة الطالب ص 166.
وحكم الشيخ الألباني على الحديث بأنه موضوع، السلسلة الضعيفة 1/ 78.
وانظر موافقة الخبر الخبر 1/ 145، تخريج أحاديث اللمع ص 270، إتحاف السادة المتقين 2/ 223، كشف الخفاء 1/ 132.

بقلم : 
عمر بن محمد عمر عبد الرحمن

الثلاثاء، 6 نوفمبر 2012

ما صحة هذا الحديث ومن هؤلاء القوم : يأتي في آخر الزمان قوم: حدثاء الأسنان، سفهاء الأحلام ؟؟!!

بسم الله الرحمن الرحيم ، والصلاة و السلام علي رسول الله صلي الله عليه وسلم
ما صحة هذا الحديث و ما معناه و علي من يطبق في هذا الزمن ؟؟!!
عن عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِذَا حَدَّثْتُكُمْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَأَنْ أَخِرَّ مِنْ السَّمَاءِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَكْذِبَ عَلَيْهِ وَإِذَا حَدَّثْتُكُمْ فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ فَإِنَّ الْحَرْبَ خَدْعَةٌ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : (( يَأْتِي فِي آخِرِ الزَّمَانِ قَوْمٌ حُدَثَاءُ الْأَسْنَانِ سُفَهَاءُ الْأَحْلَامِ يَقُولُونَ مِنْ خَيْرِ قَوْلِ الْبَرِيَّةِ يَمْرُقُونَ مِنْ الْإِسْلَامِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنْ الرَّمِيَّةِ لَا يُجَاوِزُ إِيمَانُهُمْ حَنَاجِرَهُمْ فَأَيْنَمَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاقْتُلُوهُمْ فَإِنَّ قَتْلَهُمْ أَجْرٌ لِمَنْ قَتَلَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ)) . 
افيدوني أفادكم الله .

الجواب :-
الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام علي من لا نبي بعده .... وبعد ...
فهذا حديثٌ صحيحٌ رواه البخاري في صحيحة في ثلاثة أبواب : 
1ـ باب علامات النبوة في الإسلام . 
2ـ بَاب إِثْمُ مَنْ رَاءَى بِقِرَاءَةِ الْقُرْآنِ أَوْ تَأَكَّلَ بِهِ أَوْ فَخَرَ بِهِ . 
3ـ بَاب قَتْلِ الْخَوَارِجِ وَالْمُلْحِدِينَ بَعْدَ إِقَامَةِ الْحُجَّةِ عَلَيْهِمْ وَقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ مَا يَتَّقُونَ} وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يَرَاهُمْ شِرَارَ خَلْقِ اللَّهِ وَقَالَ إِنَّهُمْ انْطَلَقُوا إِلَى آيَاتٍ نَزَلَتْ فِي الْكُفَّارِ فَجَعَلُوهَا عَلَى الْمُؤْمِنِينَ . 

عن عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِذَا حَدَّثْتُكُمْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَأَنْ أَخِرَّ مِنْ السَّمَاءِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَكْذِبَ عَلَيْهِ وَإِذَا حَدَّثْتُكُمْ فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ فَإِنَّ الْحَرْبَ خَدْعَةٌ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ يَأْتِي فِي آخِرِ الزَّمَانِ قَوْمٌ حُدَثَاءُ الْأَسْنَانِ سُفَهَاءُ الْأَحْلَامِ يَقُولُونَ مِنْ خَيْرِ قَوْلِ الْبَرِيَّةِ يَمْرُقُونَ مِنْ الْإِسْلَامِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنْ الرَّمِيَّةِ لَا يُجَاوِزُ إِيمَانُهُمْ حَنَاجِرَهُمْ فَأَيْنَمَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاقْتُلُوهُمْ فَإِنَّ قَتْلَهُمْ أَجْرٌ لِمَنْ قَتَلَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ . 

حديث علي رضي الله عنه : 

إِذَا حَدَّثْتُكُمْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَأَنْ أَخِرَّ مِنْ السَّمَاءِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَكْذِبَ عَلَيْهِ : يقصد أنه لو سقط من فوق جبل أو أي شاهق إلى الأرض خيرًا له من أن يكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وذلك للوعيد الذي ذكره النبي صلى الله عليه وسلم في من يكذب عليه حيث قال : [ مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنْ النَّارِ ] البخاري ومسلم وغيرهم وهو من المتواترات . 


وَإِذَا حَدَّثْتُكُمْ فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ فَإِنَّ الْحَرْبَ خَدْعَةٌ 
: يقصد أنه قد يستخدم التورية وعدم التصريح وقد يستعمل الكذب في الحالات المباح فيها الكذب وهي الحرب وعلى الزوجة والإصلاح ذات المتخاصمين . 
ثم يروي حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم :
يَأْتِي فِي آخِرِ الزَّمَانِ : آخر الزمان قد يُقصد به : آخر زمان الأرض وهو يشمل زمانه صلى الله عليه وسلم لأن زمانه من آخر زمان الأرض ، وكذا قد يُقصد به : آخر زمان أمته . 


قَوْمٌ حُدَثَاءُ الْأَسْنَانِ : صغار السن ـ يقصد شباب ليس لهم كبير علم ولا كبير خبرة بالحياة .

سُفَهَاءُ الْأَحْلَامِ : سفهاء العقول لا يفهمون نصوص الوحي على وجهه الصحيح . 

يَقُولُونَ مِنْ خَيْرِ قَوْلِ الْبَرِيَّةِ : يقصد قول وحديث النبي صلى الله عليه وسلم وهذا يدل على أن علي رضي الله عنه يروي الحديث بالمعنى . 

يَمْرُقُونَ مِنْ الْإِسْلَامِ : أي يرتدون عن الإسلام . 

كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنْ الرَّمِيَّةِ 
: كما يمرق السهم وهو السلاح المعروف من الرمية وهو الوتر الذي في القوس أي يمثل سرعة ارتدادهم عن الإسلام بسرعة مروق السهم من القوس. 

لَا يُجَاوِزُ إِيمَانُهُمْ حَنَاجِرَهُمْ : أي لا يجاوز الحنجرة المُصدرة لكلامهم ، فلا يصل كلامهم لقلوبهم محل الإيمان الحقيقي .

ويقصد بهؤلاء الخوارج وقد ظهر في عهد علي رضي الله عنه الخوارج فقاتلهم بعدما قتلوا أمير المؤمنين عثمان رضي الله عنه وقتلهم لعدد من الصحابة وكذا تكفيرهم لصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولعموم المسلمين ، وبسبب ما أحدثوا في فتن في الدولة الإسلامية ، 
وأنصحك بقراءة كتب التاريخ التي ذكرت هذه الأحداث مثل سيرة أمير المؤمنين علي رضي الله عنه للشيخ علي الصلابي .

فَأَيْنَمَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاقْتُلُوهُمْ فَإِنَّ قَتْلَهُمْ أَجْرٌ لِمَنْ قَتَلَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ 
: يأمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتل الخوارج حتى يعودوا عما هم عليه من تكفير المسلمين ولما يحدثونه من فتن وقلاقل إينما حلوا وإينما وجدوا وهم في زماننا قد يقصد بهم " جماعة التكفير والهجرة " والمسماة " جماعة أمة الإسلام " .

وللخوارج عقائد باطلة وقد تقسمت على نفسهم إلى عدد من الفرق الصغرى ، سطرها علماء الفرق كما ذكرها ابن حزم في كتابه " الفصل في الملل والأهواء والنحل " وكذا الشهرستاني في كتابه " الملل والنحل " وهناك موسوعة حديثة تذكر بعض الفرق بشيء من التيسير مثل " الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة ". 

الجمعة، 2 نوفمبر 2012

لطائف من سورة الكهف


فقد ميز الله بعض كلامه عن بعض بخصائص ووظائف وحث نبي الله - صلى الله عليه وسلم - على سور وآيات مخصوصة ومن ذلك إخباره - صلى الله عليه وسلم - أن الفاتحة هي " أعظم سورة في القرآن " (1)، وأن (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) (تعدل ثلث القرآن) (2)، وأن(قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ) و (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ) (لم ير مثلهن قط) (3).
وأخبر - صلى الله عليه وسلم - أن (من قرأ بالآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه) (4).
وقوله - صلى الله عليه وسلم -: (إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة) (5)، وأن أعظم آية في كتاب الله هي آية الكرسي(6).
ومن هذه الكلمات التامات والسور المباركات سورة الكهف، وهى السورة التي ورد الخبر بمدحها وتبيان فضلها، فهي:
* إحدى خمس سور في القرآن الكريم تبدأ بالحمد لله(7).
* هي أوسط القرآن أجزاؤه وكلماته.
* قد أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - أن: ((من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة أضاء له من النور ما بين الجمعتين))8.
* روى مسلم عن أبى الدرداء - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عصم من فتنة الدجال"وفى رواية: "من آخر سورة الكهف" (9)
فلأي شيء كان هذا الفضل؟ ولم كانت هذه المزية؟ ولماذا كانت عاصمة من فتنة الدجال؟ ‍
نقول وبالله التوفيق، إن سورة الكهف تحدثت في مجملها عن طائفتين من الناس:
الأولى هي الطائفة التي نظرت بالكلية إلى الأسباب مع ما في ذلك من قدح في التوحيد وطلب لزينه الحياة الدنيا، وهذه هي طائفة المشركين أعداء الدين.
والثانية عرفت هذه الأسباب ولم تنكرها وإنما ردتها إلى الله مسببها مع توكلها عليه - سبحانه - وانطراحها بين يديه بالكلية، بحيث تتضاءل عندهم الأسباب وتتلاشى بالنظر إلى مشيئته وقدرته، فعلم الله مثل هذا من هذه الطائفة فخرق لها الأسباب كلها "خرقاً ربانياً " في أربع آيات يتحدث بها العالمون والعجيب أن هذه القصص الأربع لم تتكرر في موضع آخر من كتاب الله بما يحفظ لهذه السورة تفردها وتميزها.
ويمكننا أن نوجز هذا الخرق الرباني في أربعة عناصر رئيسية:
* خرقٌ رباني في الزمان.
* وخرق في المكان.
* وخرق للعادة في الإنسان.
* وأما الخرق الرابع-فهو المهيمن على الثلاثة الأول وهو جماعها وأصلها-وهو الكشف الرباني لأستار القدر الأعلى.
أولاً: أصحاب الكهف وطي الزمـان
فهؤلاء هم فتية الكهف وقد آمنوا بربهم وأعلنوا البراءة مما سواه وألقوا الحرب والعداوة بينهم وبين ما اتخذ الناس من دونه: (إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَن نَّدْعُوَ مِن دُونِهِ إِلَهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا * هَؤُلَاء قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ آلِهَةً) (10).
وقد استيقن لديهم أن القوم ماضون في غيهم وأن الباطل صار ديناً لهم لازماً لحياتهم والدفاع عنه هو دفاع عن مقدراتهم ودولتهم بكل عناصرها ومؤسساتها، وقد تملك زمام الأمور فيها عصابة من المجرمين، والفتية قد خرجوا عن المألوف بإيمانهم حتى تعطلت مصالحهم وأرزاقهم أو كادت، وأغلقت في وجوههم أبواب الدنيا ومنعوا الوظائف وأسباب الحياة، ولم يبق أمامهم إلا الاعتزال والفرار بالدين.
وربما ثقلت الجاهلية حينئذ على قلوب المؤمنين أو بغتتهم عاجلة الأسباب وربما تضخمت دولة الباطل وانتفشت حتى يظن الظان أنها لن تزول حينئذ تبرز قصة أصحاب الكهف لتكشف الوهم وتزيل الغبش وتحدد الحجم الحقيقي للقضية فالفتية (وهو لفظ لجمع تقليل رغم أنهم دون العشرة) (11) إلا أنهم هم الفئة المعتبرة بالنظر في كتاب الله والعرف الإيماني كذلك وهم يتساءلون كم تحتاج دولة الباطل حتى تنقضي وتزول؟!، مائة.. مائتين أم ثلاثمائة سنة؟!، فما هو إلا أن طوى الله لهم الزمن حتى صارت الثلاثمائة سنين وزيادتها في حسهم كأنها يوم أو بعض يوم هكذا عاش الظالمون ما عاشوا إلا أن دولة الظلم حتما ستنتهي وتبيد وفى غمضة عين يضع المؤمن جنبه وقد استفرغ الوسع وانقطعت به الأسباب متوسلاً الرحمة والرشد في علم الله المحيط فما يفيق إلا وقد تحقق وعد الله: (وَكَذَلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ) (12).
وعد الله بالبعث بعد الممات ووعدوه بالنصر والغلبة لعباده المؤمنين في هذه الدنيا: (وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ * إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنصُورُونَ * وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ) (13).
ثانياً: صاحب الجنتين ودك المكان
وهذه قصة أخرى تضخمت فيها الدنيا وعظمت أسبابها في حس أصحابها وظنوا أن الله الذي بسطها ومدها لهم ليس بقادر على أن يقبضها ويطويها، فهذا رجل ضعيف يستقى قوة من غيره ويستعلى بها وقد شده الماء والطين وتقوى بالمال والبنين: (فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا) (14) بينما يقف فيها أهل الإيمان موقف الاستعلاء كالطود الشامخ لا تنال منه أنواء الفقر ولا عائزة الحاجة وقد تعلقوا بحبل الله المتين يتعبدون الله بالفاقة إليه التي أورثتهم الذلة له وقد علموا أنه مع الذلة تكون النصرة كما يتعبدونه أيضاً بتعجل بطشته بالظالمين وقطع دابرهم، ولهذا قال المؤمن: (فَعَسَى رَبِّي أَن يُؤْتِيَنِ خَيْرًا مِّن جَنَّتِكَ وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَانًا مِّنَ السَّمَاء فَتُصْبِحَ صَعِيدًا زَلَقًا) (15) وعندئذ لابد أن تنخرم أسباب الباطل وتتهاوى تلكم الدعاوى.
ولأمر ما فصل القرآن الكريم في ذكر الجنتين وأفاض البيان بكل أبعاد المكان وعناصره حتى قال الرجل (مَا أَظُنُّ أَن تَبِيدَ هَذِهِ أَبَدًا) (16) نعم إلى هذا الحد كبرت الدنيا فى أعين أصحابها حتى ظنوا أنها لن تزول! ثم كانت المفاجأة (فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَدًا) (17) في درس آخر يلقنه الله للمؤمنين فكما طوى الزمان في قصة أصحاب الكهف هو الذي محق المكان هنا بصاحب الجنتين.
ثالثا: ذو القرنين وأسباب التمكين
وكما بدأت سورة الكهف بالاستضعاف والعزلة للفئة المؤمنة تنتهي بالقوة والتمكين وغلبة أمر الدين، فهذا حاكم مسلم قال الله فيه: (إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِن كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا) (18) وقد أوتى من الأسباب العجيبة ما لا يعلمه إلا الله من العلم والقوة التي بها يسخر الدنيا ويقهر الأعداء ويبلغ المشارق والمغارب ويفهم عجمة القلوب والألسنة ويذيب الحديد ويضرب السدود، وباختصار فهو رجل غير عادى خارق القوى والملكات (كَذَلِكَ وَقَدْ أَحَطْنَا بِمَا لَدَيْهِ خُبْرً) (19) أي: (بما عنده من الخير والأسباب العظيمة)(20).
وبهذا تكتمل عناصر الكون الزمان والمكان والإنسان وبها يقوم عالم الشهادة شاخصاً متحركاً حركة الحياة والأحياء بينما يبقى عالم الغيب مكنوناً غامضاً لا يهتك ستره إلا القصة الرابعة والأخيرة.
رابعاً: موسى عليه السلام والخضر عليه السلام بين العالم المشهود والغيب المنشود:
وترتكز القصة في مجملها على عنصرين رئيسيين هما المال والبنين والذين سبق ذكرهما في نفس السورة وهما زينة الحياة الدنيا ويمكنك تخيل القصة بدون ذكر العبد الصالح وهو الخضر عليه السلام ، وأن تضع نفسك مكان موسى عليـ السلام ـه وتعيش الحياة كما هي فترى مساكين تعاب مركبهم وهى كل مالهم ولقمة عيشهم، وترى فيما يمر بك من أحداث الدنيا أبوين مؤمنين يموت صغيرهما وهو كل ما يرجون من هذه الحياة ويتكئون عليه فيها، وهذه مصائب في أعز ما يملك الناس المال والولد ربما ناحوا لها وقنطوا أو جزعوا وسخطوا وهم لا يدرون أن المنحة في طيات المحنة والبلية هي في حقيقتها عطية.
وترى فيما يرى السائر أيتام في قرية لئام لا يملكون إلا داراً حقيرة متهدمة الجدران إلا جداراً يقف شاهداً على خسة أهل القرية وشحهم.
وفجأة يظهر الخضر أمامك يجلى لك الحقائق باعتباره يمثل القدر الأعلى وباعتباره إنسانا مميزاً أيضا ليهتك لك أستار الغيب الذي أطلعه الله عليه وتتعجب من الفطرة النقية متمثلة في موسى - عليه السلام - وهو يستنكف المنكر وينكره فكيف تتلف الأملاك؟ وتقتل الأنفس البريئة؟ ولأي شئ يوضع المعروف في غير أهله؟.
وأمر المؤمن كله له خير والصلاح ينفع أهله في الدنيا والآخرة فتلف المال حماية له من أن يذهب به الظالم بالكلية، وموت الولد رحمة به من قدر الكفر الذي ينتظره ورحمة بوالديه من الشقاء به في الدارين وبقاء المال والولد كان ثمرة لصلاح الأب ومما خلفه الله به في أهله وماله.
وأخيــراً
بقى أن نجيب على السؤال الذي طرحناه أولاً، وهو لماذا كانت سورة الكهف عاصمة من فتنة الدجال عليه لعنة الله؟!.
ونجيب عليه والعلم عند الله:
بأن سورة الكهف قد بدأت بذكر أهل الكتاب وهم جل أتباع المسيح الدجال وهو من علامات الساعة - وربما كان في ذلك إشارة إلى تملكهم زمام العالم في آخر الزمان وختمت بالحديث عن التوحيد وذم الكفر الذي هم عليهم.
واشتملت السورة أيضا على معنى مشترك بين كل القصص المذكورة فيها، وهو معنى الخرق الرباني للعادة في الزمان والمكان والإنسان ثم في القدر الكوني كما قد تقدم وبذلك صارت السورة الكريمة - وبهذه الضدية كالرقية من الخرق الشيطاني الذي يمثله مسيح السوء الدجال في أعظم صوره، فأنى يثبت وأنى يفلح حينئذ؟!.
ومما يستأنس به أيضا في هذا المعنى أن زوال شخص المسيح الدجال نفسه يكون على يد مسيح الخير بن مريم - عليهما السلام - باعتباره خارقة بشرية ربانية كذلك منذ بدايته من غير أب ومعجزاته كالنفخ فى الطين بإذن الله وإبراء المعضلات والإنباء بالمغيبات وحتى رفعه من غير موت ثم عودته بعد ذلك.
وصدق ربنا - عز وجل - إذ يقول: (بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ) (21).
والله أعلم والحمد لله رب العالمين..
____________
(1) البخاري وأبو داود والنسائي.
(2) البخاري.
(3) مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي.
(4) البخاري و مسلم وأبو داود والترمذي.
(5) مسلم والترمذي.
(6) مسلم بنحوه.
(7) الفاتحة-الأنعام-الكهف-سبأ-فاطر.
(8) صحيح الجامع (6351)
(9) مسلم وأبو داود والترمذي.
(10) الكهف: 14 15.
(11) تيسير الكريم الرحمن.
(12) الكهف: 21.
(13) الصافات: 171 173.
(14) الكهف: 34.
(15) الكهف: 40.
(16) الكهف: 35.
(17) الكهف: 42.
(18) الكهف: 84.
(19) الكهف:91.
(20) تيسير الكريم الرحمن.
(21) الأنبياء: 18.