الثلاثاء، 5 يونيو 2012

احذر جلساء السوء !!


الحمد لله ،وصلي الله علي نبيه ومصطفاه ..... وبعد......
قال إبراهيم النخعي: ذهب علقمة إلى الشام، فلما دخل المسجد، قال: اللهم يسر لي جليسا صالحا فجلس إلى أبى الدرداء [رواه البخاري].
وعن حريث بن قبيصة قال: قدمت المدينة فقلت: اللهم يسر لي جليسا صالحا، قال: فجلست إلى أبى هريرة، فعلمني أحاديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
فقل اللهم يسر لي جليسا صالحا، نعم هم قليلون الآن، لكن ابحث عن أحدهم وستجد، وقديما قالوا: الوحدة خير من جليس السوء؛ لأنه لا يذكرك (بالله) إذا غفلت، ولا يعينك إذا ذكرت، ولا يأمرك (بالمعروف) إذا قصرت، ولا ينهاك (عن المنكر) إذا أخطأت، ولا يقومك إذا اعوججت، قال النبي-صلى الله عليه وسلم--صلى الله عليه وسلم-: ((مثل الجليس السوء كنافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد منه رائحة كريهة))[متفق عليه].
وكان النبي-صلى الله عليه وسلم- - صلى الله عليه وسلم - يستعيذ بالله من صاحب السوء: ((اللهم إني أعوذ بك من يوم السوء ومن ليلة السوء ومن ساعة السوء ومن صاحب السوء ومن جار السوء في دار المقامة))[حسنه الألباني].
وتذكر قصة عقبة بن أبى معيط فقد كان يجلس مع النبي-صلى الله عليه وسلم- –صلى الله عليه وسلم- بمكة ولا يؤذيه، وكان له خليل مسافر في الشام فظنت قريش أنه أسلم، فلما قدم خليله وبلغه ذلك غضب غضبا شديدا وأبى أن يكلمه حتى يؤذى النبي-صلى الله عليه وسلم- –صلى الله عليه وسلم- فتفذ عقبة ما طلبه منه خليله وأذى النبي-صلى الله عليه وسلم- –صلى الله عليه وسلم- فكانت عاقبته القتل يوم بدر على الكفر، قال - تعالى -: (ويوم يعض الظالم على يديه يقول ياليتنى اتخذت مع الرسول سبيلا * ياويلتى ليتنى لم اتخذ فلانا خليلا لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني وكان الشيطان للإنسان خذولا) [الفرقان 27- 29].
والآية عامة في كل من صاحب الظلمة، فأضلوه عن سبيل الله فسيندم يوم القيامة..
ومثال آخر لسوء الصحبة، عندما حضرت أبا طالب الوفاة جاءه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعنده عبد الله ابن أبى أمية وأبو جهل فقال له النبي-صلى الله عليه وسلم-: ((يا عم قل لا إله إلا الله كلمة أحاج لك بها عند الله)) فقالا: لا أترغب عن ملة عبد المطلب؟ فأعاد عليه النبي -صلى الله عليه وسلم- فأعادوا فكان آخر ما قاله أبو طالب هو على ملة عبد المطلب ومات على الكفر، وأنزل الله قوله - تعالى -: (إنك لا تهدى من أحببت ولكن الله يهدى من يشاء وهو أعلم بالمهتدين) [القصص 56].
وانظر إلى التبرؤ من جليس السوء ولكن بعد فوات الأوان: (ياليت بيني وبينك بعد المشرقين فبئس القرين) [الزخرف 38].
ونحن الآن ما زلنا في مهلة لتصحيح الأوضاع، فاترك صاحب السوء الذي لا يدل إلا على كل شر، وقل: اللهم يسر لي جليسا صالحا، فسوف يوفقك الله، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين..

وكتبه:-
عمر بن محمد عمر عبدالرحمن
عضو الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين
شيخ مادة الحديث بمعهد إعداد الدعاة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق