السبت، 29 سبتمبر 2012

مشروعية الثناء علي الموتي إما خيراً وإما شراً

ذكر محاسن الميت والشهادة له بالخير مطلوب ؛ فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال مروا بجنازة فأثنوا عليها خيراً ، فقال صلى الله عليه وسلم "وجبت" ثم مروا بأخرى فأثنوا عليها شراً ، فقال صلى الله عليه وسلم "وجبت" فقال عمر رضي الله عنه : ماوجبت؟ فقال صلى الله عليه وسلم (هذا أثنيتم عليه خيراً فوجبت له الجنة ، وهذا أثنيتم عليه شراً فوجبت له النار،أنتم شهداء الله في الأرض) أخرجه البخاري [1367] ومسلم [949] ([**]).
ففي هذا الحديث مشروعية الثناء على الميت،إما خير اً أوشراً،بحسب ما كان عليه من عمل،وذلك ما لم يصل إلى حد الندب والنياحة والنعي المنهي عنه،كما في قوله صلى الله عليه وسلم (ليس منا من ضرب الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية) أخرجه البخاري[1297]ومسلم[103]من حديث ابن مسعود رضي الله عنه.
وكما في حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أنا بريء من الصالقة والحالقة والشاقة) (أخرجه مسلم[104])
والصالقة هي التي ترفع صوتها عند المصيبة ،
والحالقة هي التي تحلق شعرها عند المصيبة ،
والشاقة هي التي تشق ثوبها عند المصيبة.
وكما في قوله صلى الله عليه وسلم (الميت يعذب في قبره بما نيح عليه) أخرجه البخاري [1210] ومسلم [1537].
ويكون هذا الثناء عند مرور الجنازة أو عند ذكره، كما إن الدعاء للميت من أفضل مايفعل له.
وقد كان صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه وقال (استغفروا لأخيكم واسألوا له التثبيت فإنه الأن يسأل) أخرجه أبو داود[3221].


بقلم : عمر بن محمد عمر عبد الرحمن


---------------------
([**]) لكن الحديث الذي رواه أبو داود (‏4900‏) والترمذي(‏1019‏)‏ والحاكم والبيهقي عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ((اذكروا محاسن موتاكم وكفوا عن مساويهم )) هو غير صحيح؛ لأن في سنده عمران بن أنس المكي، قال فيه البخاري منكر الحديث، وقال العقيلي لا يتابع على حديثه‏.‏ 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق