الجمعة، 13 يوليو 2012

تساؤل حول حديث : اشتقت لأحبابي .. وألفاظه المتعددة

الفضلاء الكرام : السلام عليكم ، أود تخريج هذا الحديث بارك الله فيكم - 
قال الرسول صلى اللله عليه وسلم : ( اشتقت لأحبابي، قالوا: أو لسنا أحبابك؟ قال: لا أنتم أصحابي أحبابي أناس يأتون في آخر الزمان الصَّابِرُ فِيهِمْ عَلَى دِينِهِ كَالْقَابِضِ عَلَى الْجَمْرِ، أجره كأجر سبعين، قالوا : منا أم منهم؟ قال : بل منكم، قالوا: و لمَ؟ قال : لأنكم تجدون على الخير معواناً و لا يجدون ). 
وإن كان لفظه مكذوب هل ورد في السنة لفظ العامل في زمن الفتن كأجر سبعين صحابي ؟!!

يجبيبُ علي هذا السؤال :
"عمر بن محمد عمر عبد الرحمن"
شيخ الحديث بمعهد الدعوة الإسلامية ، ومعهد إعداد الدعاة - مصر - 


الحمد لله ، وصلي الله علي نبيه ومصطفاه ... وبعد :-
فقد صحّ معنى هذا الحديث، كما في "صحيح مسلم"  ( كتاب الطهارة ، باب استحباب إطالة الغرة والتحجيل ) ج 1 ص 228 – 229 رقم 249 :  عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- أَتَى الْمَقْبُرَةَ فَقَالَ: (( السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ دَارَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ بِكُمْ لاَحِقُونَ وَدِدْتُ أَنَّا قَدْ رَأَيْنَا إِخْوَانَنَا )).
قَالُوا أَوَلَسْنَا إِخْوَانَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: (( أَنْتُمْ أَصْحَابِي وَإِخْوَانُنَا الَّذِينَ لَمْ يَأْتُوا بَعْدُ )).

فقالوا " كيف تعرف من لم يأت بعد من أمتك يا رسول الله ؟ 
فقال : " أرأيت لو أن رجلاً له خيل غُرٌ محجلة بين ظَهرَي خيل دُهم بُهم ، ألا يعرف خيله ؟ " .
قالوا : بلى يا رسولا الله .
قال : " فإنهم يأتون غراً مجلين من الوضوء، وأنا فرطكم على الخوض ، ألا ليُذادن رجال عن حوضي كما يُذاد البعير الضال ، أناديهم : ألا هُلُمَّ ! " .
فيقال : إنهم قد بدلوا بعدك ، فأقول : سحقاً سحقاً " .

وكذا .. أخرجه مالك 58 ، والنسائي ج 1 ص 93 – 94 ، وابن ماجه رقم 4306 ، وغيرهم : عن العلاء بن عبدالرحمن.
وقال الإمام أحمد في " مسنده " ( ج 10 ص 502 رقم 12517 ط دار الحديث ) : ثنا هاشم بن القاسم ، ثنا حسن ، عن ثابت ، عن أنس بن مالك ، قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – :
" وددت أني لقيت إخواني " .
قال : فقال أصحاب النبي – صلى الله عليه وسلم – : أوليس نحن إخوانك ؟
قال : " أنتم أصحابي ، ولكن إخواني الذين آمنوا بي ولم يروني " . ( إسناده صحيح ).

أما اللفظ المذكور، فقد ورد بإسناد موضوع مكذوب.

أخرجه القشيري في "الرسالة" (2/457-ط.دار المعارف) من طرق عثمان بن عبد الله القرشي، عن يغنم بن سالم، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( متى ألقى أحبابي ؟ )) .
فقال أصحابه: بأبينا أنت وأمنا. أو لسنا أحبابك؟
فقال: (( أنتم أصحابي، أحبابي: قوم لم يروني، وآمنوا بي، وأنا إليهم بالأشواق أكثر )) .

قلتُ : هذا إسنادٌ موضوع؛ فيه علتان:
الأولى: يغنم بن سالم؛ قال ابن حبان: [شيخ يضع الحديث على أنس بن مالك، روى عنه بنسخة موضوعة، لا يحل الاحتجاج به ولا الرواية عنه إلا على سبيل الاعتبار]، وقال ابن يونس: [حدَّث عن أنس فكذب]، وقال أبو حاتم: [مجهول، ضعيف الحديث]، وقال العقيلي: [منكر الحديث].
مصادر ترجمته: "الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم (9/314/136)، و"الضعفاء" للعقيلي (4/1566/2105-ط.السلفي)، و"المجروحين" لابن حبان (2/498/1250-ط.السلفي)، و"لسان الميزان" (7/383/9479-ط.الفاروق).
وقال الحافظ: [وقد صحَّفَهُ بعضُ الرواةِ، فقال: نُعيم، بالنون والمهملة مصغراً].
الثانية: عثمان بن عبد الله القرشي، هو الأموي الشامي، قال ابن عدي: [يروي الموضوعات عن الثقات]، وقال الدارقطني: [متروك الحديث]، وقال أيضاً: [يضع الأباطيل على الشيوخ الثقات]، وقال ابن حبان: [شيخ قدم خراسان فحدثهم بها، يروي عن الليث بن سعد ومالك وابن لهيعة، ويضع عليهم الحديث، كتب عنه أصحاب الرأى، لا يحل كتابة حديثه إلا على سبيل الاعتبار].
مصادر ترجمته: "لسان الميزان" (5/145/5608-ط.الفاروق)، و"المجروحين" لابن حبان (2/76-77/668-ط.السلفي).
والله أعلم ، وصلي اللهم وسلم وبارك علي سيدنا ومولانا محمد.

هناك تعليقان (2):

  1. بارك الله فيك وجزاك الله خيرا وبارك لك فى علمك وعملك

    ردحذف
  2. بارك الله فيك وجزاك الله خيرا وبارك لك فى علمك وعملك

    ردحذف