الإخوة الكرام:
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته،،
أقومُ بعمل بحثٍ علميٍّ مهمٍّ، وأريدُ معرفةَ صحَّةِ أَثَرٍ من الآثار، وجوازِ الاستدلال به، والأثرُ في (كتاب الإيمان والرُّؤيا) من "مصنَّف ابنِ أبي شَيْبَة"، فيما عبَّرهُ عمرُ - رضي الله تعالى عنه: حدَّثنا ابن فُضَيْل، عن عطاء بن السَّائب قال: حدَّثني غيرُ واحدٍ: "أنَّ قاضياً من قضاة أهل الشَّام أتى عمرَ بن الخطَّاب، فقال: يا أميرَ المؤمنين, رأيتُ رؤيا أفظعتني! قال: ما هي؟ قال: رأيتُ الشَّمسَ والقمرَ يقتتلان، والنجومَ معهما نصفين!! قال: فمع أيِّهما كنتَ؟ قال: مع القمر على الشَّمس. قال عمرُ: {وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آَيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آَيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آَيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً} [الإسراء:12]. قال: فانْطَلِقْ؛ فوالله لا تعْمَلُ لي عملاً أبداً". وجزاكمُ الله تعالى خيراً.
يجيب علي هذا السؤال
"عمر بن محمد عمر عبد الرحمن"
شيخ الحديث بمعهد الدعوة الإسلامية ومعهد إعداد الدعاة - بمصر -
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، ثم أما بعد:
* فالحديثُ أخرجهُ ابنُ أبي شَيْبَة في "مصنَّفه": (31023، 31225،38860)، عن محمد بن فُضَيْل، عن عطاء بن السَّائب قال: حدَّثني غيرُ واحدٍ: "أنَّ قاضياً من قضاة أهل الشَّام أتى عمرَ بن الخطَّاب ..." فذكره.
وهذا إسنادٌ ضعيفٌ؛ فيه علَّتان:
إحداهما: عطاءُ بن السَّائب اختلطَ بأَخَرَةٍ، وما روى عنه ابن فُضَيْل ففيه غلطٌ واضطرابٌ؛ رفعَ أشياءَ كان يرويها عن التَّابعين، فرفعها إلى الصحابة! انظر: (الجرح والتعديل: 6/333).
والثانية: جهالةُ مَنْ حدَّث عطاءً بهذا.
*وأخرجهُ ابنُ أبي الدُّنيا في (الإشراف، في منازل الأشراف: 255) عن بسَّام بن يزيد، وابن عساكر في (تاريخ دمشق: 68/103) من طريق غسَّان بن الرَّبيع؛ كلاهما عن حمَّاد بن سَلَمَة، عن عطاء بن السَّائب، عن مُحَارِب بن دِثَار، عن عمرَ، نحوه.
وهذا مرسلٌ؛ مُحَارب بن دِثَار لم يدركْ عمرَ.
قال ابن عساكر: "لا أعرفُ وجهَ هذا الحديث؛ فإن أوَّل قاضٍ قضى على دمشق أبو الدَّرْداء، ولم يزلْ عليها إلى خلافة عثمان، وهو غير خافٍ على عمرَ".
وعليه؛ فالأَثَرُ غيرُ ثابتٍ من جهة السَّند، ومُنْكَرٌ من جهة المَتْن،، والله أعلم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق