السبت، 13 أكتوبر 2012

الكذب والخيانة‏..‏ أبرز علامات المنافقين

بقلم فضيلة الأستاذ الدكتور : أحمد عمر هاشم

عن أبي هريرة‏,‏ رضي الله عنه‏,‏ أن رسول الله‏,‏ صلي الله عليه وسلم‏,‏ قال‏:‏ آية المنافق ثلاث إذا حدث كذب‏,‏ وإذا وعد أخلف‏,‏ وإذا ائتمن خان وزاد في رواية لمسلم وإن صام وصلي وزعم أنه مسلم متفق عليه‏.‏ في هذا الحديث النبوي الشريف يوضح الرسول, صلي الله عليه وسلم, بعض العلامات التي تدل علي نفاق صاحبها ليبتعد عنها المؤمن, وليكون بعيدا عنها, ويشرح الدكتور أحمد عمر هاشم عضو مجمع البحوث الإسلامية, الحديث وما يرشد اليه قائلا: ان النفاق هو إظهار الخير و إخفاء الشر, ومنه النفاق الأكبر الذي يظهرفيه الإنسان الإسلام أو الإيمان و يخفي و العياذ بالله الكفر, وأما النفاق الأصغر الذي يظهر في بعض أقوال الناس وبعض أعمالهم كأن يظهر الإنسان مثلا قولا يكون صوابا أو فعلا يكون حسنا, ولكنه يبطن خلاف ذلك, وهذا النوع الثاني وهو النفاق الأصغر هو الذي بين الرسول صلي الله عليه وسلم علاماته ليتحاشاها المؤمنون, العلامة الأولي إذا حدث كذب ومعروف أن الكذب يخالف فيه الإنسان الصدق و الحق و الواقع وقد نهي الإسلام عنه وحذر الرسول صلي الله عليه وسلم منه وقال: عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلي البر وإن البر يهدي إلي الجنة ولايزال الرجل يصدق و يتحري الصدق حتي يكتب عند الله صديقا, و إياكم و الكذب فإن الكذب يهدي إلي الفجور و إن الفجور يهدي إلي النار وما يزال الرجل يكذب و يتحري الكذب حتي يكتب عند الله كذابا رواه مسلم. فهو أول علامات النفاق, وللأسف الشديد قد استشري الكذب في زماننا هذا حتي جعله البعض قاعدة في تعاملاته مع الناس.
أما العلامة الثانية فذكرها في قوله صلي الله عليه وسلم وإذا وعد أخلف, وكلمة الوعد هنا وعدته أي وعدته بالخير وأما أوعدته فيكون في الشر فالمراد بالوعد المذكور وإذا وعد أخلف أي وعد بالخير, أما إذا كان وعيدا بالشر فالأفضل أن يخلفه وألا يحقق الشر, يقول ابن رجب رحمه الله: وهو علي نوعين أحدهما: أن يعد وفي نيته ألا يوفي وهذا شر الخلق لانه جمع بين الكذب وخلف الوعد, وهذا هو الذي يظهر فيه النفاق. الثاني: أن يعد وفي نيته أن يفي ثم يبدو له فيخلف من غير عذر له في الخلف, فالسمة الثانية من سمات النفاق, وإذا وعد أخلف, وأما السمة الثالثة فذكرها في قوله: و إذا أئتمن خان, أي إذا كان أمينا علي قول أو سر أو فعل أو وديعة فلا يكون أمينا بل يخون الأمانة, و الرسول( صلي الله عليه وسلم) بهذا يحذر من الخيانة بكل أشكالها; لأنها تؤدي بصاحبها إلي النفاق وقد أمر الله تعالي بأداء الأمانات إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلي أهلها( آيه58 النساء), ويأمر الرسول( صلي الله عليه وسلم) الإنسان المؤمن أن يؤدي الأمانة إلي من ائتمنه فيقول( صلي الله عليه وسلم): أد الأمانة إلي من ائتمنك ولا تخن من خانك.
ويؤكد الدكتور أحمد عمر هاشم أن هذه الأمور تدل علي النفاق و تميز الإنسان الصادق من الآخر الكاذب المنافق, وفي هذا البيان ما يجعل المسلمين يتحاشون الوقوع في هذه الرذائل, وهي: الكذب في الحديث و الخلف في الوعد و خيانة الأمانة وقد حذر القرآن الكريم وذكر نماذج لمن قبلنا ممن تورطوا في ذلك فقال سبحانه و تعالي: ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله لنصدقن و لنكونن من الصالحين فلما آتاهم من فضله بخلوا به وتولوا وهم معرضون فأعقبهم نفاقا في قلوبهم إلي يوم يلقونه بما أخلفوا الله ما وعدوه وبما كانوا يكذبون(75-77 التوبة) وحذر من خيانة الأمانة وبين أنه عرضها علي السماوات و الأرض و الجبال: إنا عرضنا الأمانة علي السموات و الأرض و الجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا(72 الأحزاب) وإذا كانت علامات النفاق تتضح بهذه الأمور فإن علي الإنسان المؤمن أن يحافظ علي نفسه من الوقوع فيها, وورد في بعض الأحاديث: أربع من كن فيه كان منافقا خالصا ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتي يدعها إذا أئتمن خان, وإذا حدث كذب, وإذا عاهد غدر, وإذا خاصم فجر.
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق