أرسل لي أحد طلبة العلم عددا من الفتاوى كلها تحرم عبارة : ( إلا رسول الله ) ، بحجة أن معناها : سبوا كل أحد إلا رسول الله ! وأنها عبارة تجيز شتم الله وملائكته ورسله والقرآن الكريم والإسلام ؛ إلا رسول الله !!
وأضاف بعضهم أنها خطأ أيضا من جهة اللغة ؛ لأنه لا بد من ذكر المستثنى منه !! ثم حرمها للسبب السابق !!
وكأن قائل هذا القول ما سمع يوما عن شيء في النحو اسمه (الاستثناء المفرغ) ، الذي يُحذف فيه المستثنى منه بشرط أن يكون منفيا . وكأنه ما سمع عن مجاز الحذف ، ولا عن حذف التخفف اكتفاء بفهم السامع ، والذي يعرفه العرب والخلق كلهم في كلام بلغائهم وفصحائهم ( وهو الواقع هنا) .
وعجبت غاية العجب من هذا الفهم السقيم ، وضاق صدري من إساءة الظن بالمسلمين إلى هذا الحد !
فالمعنى الذي يقصده كل مسلم من هذه الكلمة ، بعد تقدم إساءة المسيئين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، هو أن يقول :
١- قد نصبر على كل أذاكم لنا ، قد نستهين أو نضعف عند كل اعتداء وإساءة لنا ؛ إلا رسول الله ، لا نصبر على أذيتكم وإساءتكم له .
فالمقابلة إذن تنحصر بين أذيتنا نحن وأذيته هو صلى الله عليه وسلم ؛ بقرينة الحدث الذي كان سبب هذا الكلام .
٢- أشد من نغضب له من البشر هو رسول الله صلى الله عليه وسلم . فالمعنى : لا نغضب لأحد من البشر أشد الغضب إلا رسول الله !
٣- أشد من نغضب له من الخلق هو رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا يعني ذلك أننا لن تغضب للملائكة والنبيين والصحابة والصالحين .
ولم يخطر ببال مسلم أن يبيح شتم كل أحد إلا رسول الله !! ولا كان هذا هو منطلق عبارتهم !!
فلو نسي المسلمون ربهم ( وحاشاهم ) ، لو نسوا كتابهم ، لو نسوا دينهم !!! لما نسوا أنفسهم ووالديهم وأبناءهم ، فهل يتصور أحد أن عاقلا سيفهم من عاقل أنه يقول له : أبيح لك شتمي وشتم أمي وأبي وأولادي وزوجي ، فيما لو قال هذا العاقل : إلا رسول الله !!
وهل غضب المسلمون لرسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ إلا لأنه رسول الله الذي تشرف بتفضيل الله تعالى له على الخلق أجمعين ، والذي بُعث بالإسلام ، ونزل عليه القرآن ؟!
وأضاف بعضهم أنها خطأ أيضا من جهة اللغة ؛ لأنه لا بد من ذكر المستثنى منه !! ثم حرمها للسبب السابق !!
وكأن قائل هذا القول ما سمع يوما عن شيء في النحو اسمه (الاستثناء المفرغ) ، الذي يُحذف فيه المستثنى منه بشرط أن يكون منفيا . وكأنه ما سمع عن مجاز الحذف ، ولا عن حذف التخفف اكتفاء بفهم السامع ، والذي يعرفه العرب والخلق كلهم في كلام بلغائهم وفصحائهم ( وهو الواقع هنا) .
وعجبت غاية العجب من هذا الفهم السقيم ، وضاق صدري من إساءة الظن بالمسلمين إلى هذا الحد !
فالمعنى الذي يقصده كل مسلم من هذه الكلمة ، بعد تقدم إساءة المسيئين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، هو أن يقول :
١- قد نصبر على كل أذاكم لنا ، قد نستهين أو نضعف عند كل اعتداء وإساءة لنا ؛ إلا رسول الله ، لا نصبر على أذيتكم وإساءتكم له .
فالمقابلة إذن تنحصر بين أذيتنا نحن وأذيته هو صلى الله عليه وسلم ؛ بقرينة الحدث الذي كان سبب هذا الكلام .
٢- أشد من نغضب له من البشر هو رسول الله صلى الله عليه وسلم . فالمعنى : لا نغضب لأحد من البشر أشد الغضب إلا رسول الله !
٣- أشد من نغضب له من الخلق هو رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا يعني ذلك أننا لن تغضب للملائكة والنبيين والصحابة والصالحين .
ولم يخطر ببال مسلم أن يبيح شتم كل أحد إلا رسول الله !! ولا كان هذا هو منطلق عبارتهم !!
فلو نسي المسلمون ربهم ( وحاشاهم ) ، لو نسوا كتابهم ، لو نسوا دينهم !!! لما نسوا أنفسهم ووالديهم وأبناءهم ، فهل يتصور أحد أن عاقلا سيفهم من عاقل أنه يقول له : أبيح لك شتمي وشتم أمي وأبي وأولادي وزوجي ، فيما لو قال هذا العاقل : إلا رسول الله !!
وهل غضب المسلمون لرسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ إلا لأنه رسول الله الذي تشرف بتفضيل الله تعالى له على الخلق أجمعين ، والذي بُعث بالإسلام ، ونزل عليه القرآن ؟!
د.الشريف حاتم بن عارف العوني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق