{وَلَئِن مَّسَّتْهُمْ نَفْحَةٌ مّنْ عَذَابِ رَبّكَ لَيَقُولُنَّ
يٰويْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَٰلِمِينَ }.
لو كانت هذه الآية من كلام بلغاء البشر لقالوا : ( ولئن مستهم لفحة
) ؛ لأن اللفح هو مس النار ، وهو المقصود هنا ، وأما النفحة فهي لهبوب الخير ،
ومسيس البركات والألطاف !
لكن جاء التعبير بـ( النفحة) : لبيان أنها أدنى درجات العذاب ، فهذه (اللفحة) بالنسبة لشديد العذاب كأنها نفحة خير .
لكن جاء التعبير بـ( النفحة) : لبيان أنها أدنى درجات العذاب ، فهذه (اللفحة) بالنسبة لشديد العذاب كأنها نفحة خير .
فإذا كانوا بمجرد نفحة العذاب ستخور قواهم ، وستأكلهم حسراتهم
، وستنوح قلوبهم وتصرخ حناجرهم بدعوة الويل والثبور فكيف إذا مسهم شديد العذاب ؟!
وفي حرف الجر (من) في قوله تعالي { نَفْحَةٌ مّنْ عَذَابِ رَبّكَ }
زيادة تأكيد على خفة هذا العذاب بالنسبة لما ينتظرهم من شديده ، فهو ليس فقط
(نفحة) ، بل هو جزء من هذه (النفحة).
وهذا يذكر بالحديث الصحيح : عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه
قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (( يُؤْتَى
بِأَنْعَمِ أَهْلِ الدُّنْيَا مِنْ أَهْلِ النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ،
فَيُصْبَغُ فِي النَّارِ صَبْغَةً ، ثُمَّ يُقَالُ : يَا ابْنَ آدَمَ ، هَلْ
رَأَيْتَ خَيْرًا قَطُّ ؟ هَلْ مَرَّ بِكَ نَعِيمٌ قَطُّ ؟ فَيَقُولُ : لَا
وَاللَّهِ يَا رَبِّ )).
نسأل الله رحمته والنجاة من عقابه !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق