الحمد لله القائل في كتابه واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخواناً والصلاة والسلام على نبينا محمد , القائل إن الله يقول يوم القيامة, أين المتحابون بجلالي؟ اليوم أظلهم في ظلّي يوم لا ظلّ إلا ظلّي.
وبعد ..
فإنه يدّعي كثير منا محبة إخوانه المؤمنين, وقيامه خير قيام بحقوق الأخوّة الإيمانية التي يدعيها, فتعالوا نتعرف على بيّنات هذه الدعوى, ونرى هل أدينا حقوق هذه الأخوة؟
والدعاوى إن لم يكن لها ::: بيّنات أصحابها أدعياء
أيها الأخوة الأحبة
لقد اخترنا بأنفسنا سبيل الأخوّة الناصحة, وارتضيناه لنا طريقاً نسلكه في خضم هذه الحياة الشاقة, التي قل أن يسلم المنفرد في مفاوزها المخوفة المهولة, من فتن الشبهات والشهوات, فيهلك قبل أن يصل إلى نهايتها.
هذه الأخوّة – أيها الأحبة- لها تبعات وآثار, وحتى تؤتي الأخوّة ثمارها لا بد من تحمّل تبعاتها وآثارها, قال الشاعر
إن أخاك الحق من كان معك::ومن يضر نفسه لينفعك
ومن إذا ريب زمان صدعك:::شتت فيه شمله ليجمعك
لهذه الأخوّة التي نتحدث عنها حقوق كثيرة في النفس , والمال واللسان والقلب ..
أما ما يتعلق بالنفس من حق , فهو إعانة أخيك في قضاء حاجاته, والقيام بها قبل السؤال, وتقديمها على الحاجات الخاصة, مع البشاشة والاستبشار, وإظهار الفرح, وينبغي أن تكون حاجة أخيك مثل حاجتك أو أهم منها, ولا ينبغي أن تقتصر على قضاء الحاجة, بل تجتهد في البداية بالإكرام في الزيادة والإيثار, والتقديم على الأقارب والولد. وكان الحسن يقول إخواننا أحب إلينا من أهلنا وأولادنا, لأن أهلنا يذكروننا بالدنيا, وأخواننا يذكروننا بالآخرة. وكان في السلف من يتفقد عيال أخيه وأولاده بعد موته أربعين سنة, يقوم بحاجاتهم, ويتردد كل يوم إليهم, ويمونهم من ماله فكانوا لا يفقدون من أبيهم إلا عينه, بل كانوا يرون منه مالم يروا من أبيهم في حياته, فليقارن كل منا بحال السلف , ليرى نفسه في أي مرتبة من حقوق الأخوة هي!!
وأما ما يتعلق بالمال, فهو أن تكون معه في السراء والضراء, وتشاركه في الحال والمآل, وارتفاع الاختصاص والاستئثار. والمواساة بالمال مع الأخوّة على ثلاث مراتب أدناها منزلة أن تقوم بحاجته من فضلة مالك, فإذا سنحت له حاجة وكانت عندك فضلة عن حاجتك أعطيته ابتداء, ولم تحوجه إلى السؤال, فإن سنحت له حاجة وكانت عندك فضلة عن حاجتك أعطيته ابتداء, ولم تحوجه إلى السؤال فإن أحوجته إلى السؤال فهو غاية في التقصير في حق الأخوّة أو الثانية أن تنزل منزلة نفسك, وترضى بمشاركته إياك في مالك, ونزوله منزلتك, حتى تسمح بمشاطرته في المال! والثالثة وهي العليا أن تؤثره على نفسك, وتقدم حاجته على حاجتك, وهذه رتبة الصديقين, ومنتهى درجات المتحابين. فإذا لم تصادف نفسك في رتبة الصديقين, ومنتهى درجات المتحابين. فإذا لم تصادف نفسك في رتبة من هذه الرتب مع أخيك فاعلم أن عقد الأخوة لم ينقعد في الباطن, وإنما الجاري بينكما مخالطة رسمية لا وقع لها في العقل والدين.
وأما ما يتعلق باللسان من حق فهو بالسكون مرة, وبالنطق أخرى. أما السكون فهو أن يسكت عن ذكر عيوبه في غيبته وحضرته, ولا يماريه, وأن يسكت عن القدح في أحبابه وأهله وولده.. وبالجملة فليسكت عن كل كلاما يكرهه جملة وتفصيلاً إلا إذا وجب عليه النطق في أمر بمعروف أو نهي عن منكر, ولم يجد رخصة في السكوت.
وكما يجب عليك السكوت بلسانك عن مساويه, يجب عليك السكوت بقلبك, وذلك بترك إساءة الظن, وذلك ألا تحمل فعله على وجه فاسد ما أمكن حمله على وجه حسن , فأما من انكشف بيقين ومشاهدة فعليك أن تحمل ما تشاهده على سهو ونسيان إن أمكن. وأقل درجات الأخوّة أن يعامل أخاه بما يحب أن يعامله به, ولا شك أنه ينتظر منه ستر العورة والسكوت عن المساوي والعيوب.
والأخوّة كما تقتضي السكوت عن المكاره, تقتضي أيضاً النطق بالمحاب, ومن ذلك أن تدعو بأحب الأسماء إليه في غيبته وحضوره. وأن تثني عليه بما تعرف من محاسن أحواله, فإن ذلك من أعظم الأسباب في جلب المحبة, وأن تبلغه ثناء من أثنى عليه مع إظهار الفرح. وأن تشكره على صنعيه في حقك, بل على نيته وإن لم يتم ذلك. وأعظم من ذلك تأثيراً في جلب المحبة, الدفاع عنه في غيبته.
وأما ما يتعلق بالقلب من حقوق الأخوّة, فهو العفو ع الزلات والهفوات.
وهفوة الصديق لا تخلو إما أن تكون في دينه بارتكاب معصية, أو في حقك بتقصيره في الأخوة, أما ما يكون في الدين من ارتكاب معصية والإصرار عليها, فعليك التلطف في نصحه بما يعيد إلى الصلاح والورع حاله. وأما ما يكون من تقصير الأخ في حق أخيه, فالأولى العفو والاحتمال, بل كل ما يحتمله تنزيله على وجه حسن فهو واجب بحق الأخوة, فقد قيل ينبغي أن تستنبط لزلة أخيك سبعين عذراً, فإن لم يقبله قلبك فرد اللوم على نفسك, فتقول لقلبك ما أقساك, يعتذر إليك أخوك سبعين ذراعاً فلا تقبله , فأنت المعيب لا أخوك..
ومن حقوق الأخوّة الدعاء للأخ في حياته وبعد مماته, فتدعو له كما تدعو لنفسك, ولا تفرق بين نفسك وبينه, فإن دعاءك له دعاء لنفسك على التحقيق, ففي الحديث الصحيح ما من عبدٍ مسلمٍ يدعو لأخيه بظهر الغيب إلا قال له الملك ولك بمثلٍ).
ومن حقوق الأخوة, الوفاء والإخلاص ومعنى الوفاء والإخلاص ومعنى الوفاء الثبات على الحب وإدامته إلى الموت معه, وبعد الموت مع أولاده وأصدقائه, فإن الحب إنما يراد للآخرة, فإن انقطع قبل الموت حبط العمل وضاع السعي.
أيها الأخوة الأحباب!
ليعد كل منا إلى نفسه ويزنها بموازين الأخوة الصادقة, فإذا رآها على خير, فليحمد الله, وليحاول أن يدفعها إلى الكمال دائماً, وإن رآها إلى النقص أقرب, فليجاهد نفسه على تقويمها والرقي بها نحو الكمال.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
وبعد ..
فإنه يدّعي كثير منا محبة إخوانه المؤمنين, وقيامه خير قيام بحقوق الأخوّة الإيمانية التي يدعيها, فتعالوا نتعرف على بيّنات هذه الدعوى, ونرى هل أدينا حقوق هذه الأخوة؟
والدعاوى إن لم يكن لها ::: بيّنات أصحابها أدعياء
أيها الأخوة الأحبة
لقد اخترنا بأنفسنا سبيل الأخوّة الناصحة, وارتضيناه لنا طريقاً نسلكه في خضم هذه الحياة الشاقة, التي قل أن يسلم المنفرد في مفاوزها المخوفة المهولة, من فتن الشبهات والشهوات, فيهلك قبل أن يصل إلى نهايتها.
هذه الأخوّة – أيها الأحبة- لها تبعات وآثار, وحتى تؤتي الأخوّة ثمارها لا بد من تحمّل تبعاتها وآثارها, قال الشاعر
إن أخاك الحق من كان معك::ومن يضر نفسه لينفعك
ومن إذا ريب زمان صدعك:::شتت فيه شمله ليجمعك
لهذه الأخوّة التي نتحدث عنها حقوق كثيرة في النفس , والمال واللسان والقلب ..
أما ما يتعلق بالنفس من حق , فهو إعانة أخيك في قضاء حاجاته, والقيام بها قبل السؤال, وتقديمها على الحاجات الخاصة, مع البشاشة والاستبشار, وإظهار الفرح, وينبغي أن تكون حاجة أخيك مثل حاجتك أو أهم منها, ولا ينبغي أن تقتصر على قضاء الحاجة, بل تجتهد في البداية بالإكرام في الزيادة والإيثار, والتقديم على الأقارب والولد. وكان الحسن يقول إخواننا أحب إلينا من أهلنا وأولادنا, لأن أهلنا يذكروننا بالدنيا, وأخواننا يذكروننا بالآخرة. وكان في السلف من يتفقد عيال أخيه وأولاده بعد موته أربعين سنة, يقوم بحاجاتهم, ويتردد كل يوم إليهم, ويمونهم من ماله فكانوا لا يفقدون من أبيهم إلا عينه, بل كانوا يرون منه مالم يروا من أبيهم في حياته, فليقارن كل منا بحال السلف , ليرى نفسه في أي مرتبة من حقوق الأخوة هي!!
وأما ما يتعلق بالمال, فهو أن تكون معه في السراء والضراء, وتشاركه في الحال والمآل, وارتفاع الاختصاص والاستئثار. والمواساة بالمال مع الأخوّة على ثلاث مراتب أدناها منزلة أن تقوم بحاجته من فضلة مالك, فإذا سنحت له حاجة وكانت عندك فضلة عن حاجتك أعطيته ابتداء, ولم تحوجه إلى السؤال, فإن سنحت له حاجة وكانت عندك فضلة عن حاجتك أعطيته ابتداء, ولم تحوجه إلى السؤال فإن أحوجته إلى السؤال فهو غاية في التقصير في حق الأخوّة أو الثانية أن تنزل منزلة نفسك, وترضى بمشاركته إياك في مالك, ونزوله منزلتك, حتى تسمح بمشاطرته في المال! والثالثة وهي العليا أن تؤثره على نفسك, وتقدم حاجته على حاجتك, وهذه رتبة الصديقين, ومنتهى درجات المتحابين. فإذا لم تصادف نفسك في رتبة الصديقين, ومنتهى درجات المتحابين. فإذا لم تصادف نفسك في رتبة من هذه الرتب مع أخيك فاعلم أن عقد الأخوة لم ينقعد في الباطن, وإنما الجاري بينكما مخالطة رسمية لا وقع لها في العقل والدين.
وأما ما يتعلق باللسان من حق فهو بالسكون مرة, وبالنطق أخرى. أما السكون فهو أن يسكت عن ذكر عيوبه في غيبته وحضرته, ولا يماريه, وأن يسكت عن القدح في أحبابه وأهله وولده.. وبالجملة فليسكت عن كل كلاما يكرهه جملة وتفصيلاً إلا إذا وجب عليه النطق في أمر بمعروف أو نهي عن منكر, ولم يجد رخصة في السكوت.
وكما يجب عليك السكوت بلسانك عن مساويه, يجب عليك السكوت بقلبك, وذلك بترك إساءة الظن, وذلك ألا تحمل فعله على وجه فاسد ما أمكن حمله على وجه حسن , فأما من انكشف بيقين ومشاهدة فعليك أن تحمل ما تشاهده على سهو ونسيان إن أمكن. وأقل درجات الأخوّة أن يعامل أخاه بما يحب أن يعامله به, ولا شك أنه ينتظر منه ستر العورة والسكوت عن المساوي والعيوب.
والأخوّة كما تقتضي السكوت عن المكاره, تقتضي أيضاً النطق بالمحاب, ومن ذلك أن تدعو بأحب الأسماء إليه في غيبته وحضوره. وأن تثني عليه بما تعرف من محاسن أحواله, فإن ذلك من أعظم الأسباب في جلب المحبة, وأن تبلغه ثناء من أثنى عليه مع إظهار الفرح. وأن تشكره على صنعيه في حقك, بل على نيته وإن لم يتم ذلك. وأعظم من ذلك تأثيراً في جلب المحبة, الدفاع عنه في غيبته.
وأما ما يتعلق بالقلب من حقوق الأخوّة, فهو العفو ع الزلات والهفوات.
وهفوة الصديق لا تخلو إما أن تكون في دينه بارتكاب معصية, أو في حقك بتقصيره في الأخوة, أما ما يكون في الدين من ارتكاب معصية والإصرار عليها, فعليك التلطف في نصحه بما يعيد إلى الصلاح والورع حاله. وأما ما يكون من تقصير الأخ في حق أخيه, فالأولى العفو والاحتمال, بل كل ما يحتمله تنزيله على وجه حسن فهو واجب بحق الأخوة, فقد قيل ينبغي أن تستنبط لزلة أخيك سبعين عذراً, فإن لم يقبله قلبك فرد اللوم على نفسك, فتقول لقلبك ما أقساك, يعتذر إليك أخوك سبعين ذراعاً فلا تقبله , فأنت المعيب لا أخوك..
ومن حقوق الأخوّة الدعاء للأخ في حياته وبعد مماته, فتدعو له كما تدعو لنفسك, ولا تفرق بين نفسك وبينه, فإن دعاءك له دعاء لنفسك على التحقيق, ففي الحديث الصحيح ما من عبدٍ مسلمٍ يدعو لأخيه بظهر الغيب إلا قال له الملك ولك بمثلٍ).
ومن حقوق الأخوة, الوفاء والإخلاص ومعنى الوفاء والإخلاص ومعنى الوفاء الثبات على الحب وإدامته إلى الموت معه, وبعد الموت مع أولاده وأصدقائه, فإن الحب إنما يراد للآخرة, فإن انقطع قبل الموت حبط العمل وضاع السعي.
أيها الأخوة الأحباب!
ليعد كل منا إلى نفسه ويزنها بموازين الأخوة الصادقة, فإذا رآها على خير, فليحمد الله, وليحاول أن يدفعها إلى الكمال دائماً, وإن رآها إلى النقص أقرب, فليجاهد نفسه على تقويمها والرقي بها نحو الكمال.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق