الجمعة، 13 يوليو 2012

صحة حديث عشرة تمنع عشرة



السؤال : ما صحة هذا الكلام - أفيدونا بارك الله فيكم -
قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – عشرة تمنع عشراً وهي: سورة الفاتحة تمنع غضب الرب ، وسورة يس تمنع عطش القيامة ، وسورة الدخان تمنع أهوال يوم القيامة ، وسورة الواقعة تمنع الفقر ، وسورة الملك تمنع عذاب القبر ، وسورة الكوثر تمنع خصومات الخصماء ، وسورة الكافرون تمنع الكفر عند الموت ، وسورة الإخلاص تمنع النفاق ، وسورة الفلق تمنع الحسد ، وسورة الناس تمنع الوسواس .



يجيب علي هذا السؤال : 


"عمر بن محمد عمر عبد الرحمن"
شيخ الحديث بمعهد الدعوة الإسلامية ومعهد إعداد الدعاة - مصر - وعضو الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين.


الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه ومن والاه ، أما بعد :
فالحديث الذي ذكره السائل في فضل عشر سورٍ من القرآن الكريم حديث موضوع مكذوب على النبي – صلى الله عليه وسلم – تحرم نسبته إليه – صلى الله عليه وسلم – لقوله - صلى الله عليه وسلم - :" من حدّث عني بحديث يُرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين " .
فقد ذكر ابن قيم الجوزية – رحمه الله – ما صح فيه فضل من سور القرآن ولم يذكر هذا الحديث الذي سأل عنه السائل ، ثم قال ابن القيم بعد ذلك : " ثم سائر الأحاديث بعدُ كقوله : من قرأ سورةَ كذا أُعطِيَ ثواب كذا فموضوعة على رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ( المنار المنيف : رقم 225 – 238) . وكذلك فعل عمر بن بدر الموصلي في كتابه ( المغني عن الحفظ والكتاب ) ، حيث قال : " فلم يصح في هذا الباب شيء غير قوله في .. " فذكر ما يصح ولم يذكر الحديث المسؤول عنه وتعقبه محققه، وهو الشيخ أبو إسحاق الحويني ، بزيادة أحاديث صححها ، فلم يذكـر أيضـاً هذا الحديث ( جُنّة المرتاب : 121-145) . وكذلك فعل السيوطي ( على توسُّعِه في التصحيح) فأورد ما ليس بموضوع في فضائل القرآن ، فلم يذكر هذا الحديث ، فيكون عنده موضوعاً ( الإتقان للسيوطي : 2/1113-11130).
وتابعهم ابن هِمّات في كتابه ( التنكيت والإفادة : 30-40)، وفضيلة الشيخ بكر أبو زيد في ( التحديث بما قيل لا يصح فيه حديث : 122- 123 رقم 191-193).
ومع ذلك : فقد صحت أحاديث أخرى في فضل السور الواردة في الحديث الذي سأل عنه سائل ، فقد صح في سورة الفاتحة ، وسورة الإخلاص ، والمعوذتين ، والكافرون ، والملك أحاديث في فضلها على وجه الخصوص أما سورة : يس ، والدخان ، والواقعة ، والكوثر ، فلم يصح في تخصيصها بالفضل حديث .
هذا مع ما ثبت في فضل قراءة جميع سور القرآن ، وما جاء في الحث على تلاوته وتدبره وتعلمه وتعليمه والعمل بما فيه كتاب الله – تعالى- وفي صحيح أحاديث رسول الله –صلى الله عليه وسلم – والله أعلم .
والحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على إمام الأنبياء والمرسلين وعلى آله وأصحابه والتابعين .
------------------------------

وكذا يجيب 


فضيلة الشيخ : عبد الرحمن السحيم 
الداعية بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالمملكة العربية السعودية.


بالنسبة لهذه العشر سردا لم أرها فيشيء من كتب السنة ، وثبتت معاني بعضها .
فثبت الحديث في فضل سورة الملكوأنها تمنع عذاب القبر
قال صلى الله عليه وسلم : سورة تبارك هي المانعة من عذابالقبر . رواه الحاكم وغيره ، وحسّنه الألباني .
وقال صلى الله عليه وسلم : إنسورة من القرآن ثلاثون آية شفعت لرجل حتى غفر له ، وهي سورة تبارك الذي بيده الملك . رواه أهل السنن وقال الترمذي : هذا حديث حسن.
ولذا كان النبي صلى الله عليهوسلم لا ينام حتى يقرأ 
سورة تبارك وسورة السجدة ، كما في المسند والأدب المفردللبخاري وسُنن النسائي ، وهو حديث صحيح.
والأحاديث الواردة في فضل سورة ( يس ) لا يصح منها شيء .
والحديث الوارد في فضل 
سورة الواقعة وأنها تمنع الفقر فلا يصح .
وقد ورد بلفظ : "من قرأ 
سورة  الواقعة كل ليلة لم تصبه فاقة أبدا" رواه البيهقي في الشعب ، وضعفه الألباني في الضعيفة .
وأما المعوذات فقدورد في فضلها أحاديث صحيحة ، فمن ذلك
ما رواه أبو داود عن عقبة بن عامر قال : بينا أنا أسير مع رسول الله صلي الله عليه وسلم بين الجحفة والأبواء إذ غشيتنا ريحوظلمة شديدة فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعوذ ب أعوذ برب الفلق و أعوذ بربالناس ، ويقول : يا عقبة تعوذ بهما فما تعوذ متعوذ بمثلهما . قال : وسمعته يؤمنابهما في الصلاة . وحسنه الألباني.

والأحاديث التي وضعها الوضـّـاعون فيفضائل السور كثيرة حتى وضع بعضهم لكل سورة حديث في فضلها ، والله أعلم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق