بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة على رسول الله ، وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه .
أما بعد ،،،
فهذا تخريج لحديث " إنكم في زمان من ترك منكم عشر ما أمر به ؛ هلك ، ثم يأتي زمان من عمل منكم بعشر ما أمر به ؛ نجا " ، قمت بتسطيره لبيان ضعف الحديث ، وهو للأسف من الأحاديث المشتهرة .
الحديث أخرجه الترمذي في (( سننه )) ( 2267 ) ، وأبونعيم في (( حلية الأولياء )) ( 7 / 316 ) ، والطبراني في (( المعجم الصغير )) (156 – الروض الداني ) ، وتمام في (( فوائده )) ( 1721 – الروض البسام ) ، وابن عدي في (( الكامل )) ( 7 / 2483 ) ، والسهمي في (( تاريخ جرجان )) ( ص 464 ) ، والذهبي في (( تذكرة الحفاظ )) ( 2 / 418 ) .
من طرق عن نعيم بن حماد ، حدثنا سفيان بن عيينة ، عن أبي الزناد ، عن الأعرج ، عن أبي هريرة ، عن النبي – صلى الله عليه وسلم – : " إنكم في زمان من ترك منكم عشر ما أمر به ؛ هلك ، ثم يأتي زمان من عمل منكم بعشر ما أمر به ؛ نجا " .
قال الترمذي : " هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث نعيم بن حماد عن سفيان بن عيينة " .
وقال ابن عدي : " لا أعلم رواه عن ابن عيينة غير نعيم بن حماد " .
وقال أبونعيم : " غريب تفرد به نعيم عن سفيان " .
وقال النسائي كما في (( العلل المتناهية )) لابن الجوزي ( 2 / 852 / 1425 ) : " هذا حديث منكر ، رواه نعيم بن حماد وليس بثقة " .
ولم يعرفه أحمد ، كما في (( الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر )) لأبي بكر الخلال ( ص 38 ) ، كذا في (( المنتخب من العلل للخلال )) ( ص 91 ) .
وقال الذهبي : " هذا حديث منكر لا أصل له من حديث رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ولا شاهد ، ولم يأت به عن سفيان سوى نعيم ، وهو مع إمامته منكر الحديث " .
قلت : نعيم بن حماد ضعيف ، وفيه مقال معروف ، ومثله يصلح في المتابعات ولا يُحتمل تفرده ، وأما قول النسائي : " ليس بثقة " فمن تشدده - رحمه الله تعالى - .
وقد أبان الذهبي في (( سير أعلام النبلاء )) ( 10 / 606 ) عن وهم نعيم في هذا الحديث ، فقال : " وتفرد نعيم بذاك الخبر المنكر ... ، فهذا ما أدري من أين أتى به نعيم ، وقد قال نعيم : هذا حديث ينكرونه ، وإنما كنت مع سفيان فمر شيء فأنكره ، ثم حدثني بهذا الحديث .
قلت – أي : الذهبي – : هو صادق في سماع لفظ الخبر من سفيان ، والظاهر والله أعلم أن سفيان قاله من عنده بلا إسناد ، وإنما الإسناد قاله لحديث كان يريد أن يرويه فلما رأى المنكر تعجب ، وقال ما قال عقيب ذلك الإسناد ؛ فاعتقد نعيم أن ذاك الإسناد لهذا القول ، والله أعلم " .
وقد قال أبوحاتم كما في (( العلل )) لابنه ( 2 / 429 / 2794 ) : " هذا عندي خطأ ؛ رواه جرير وموسى بن أعين : عن ليث ، عن معروف ، عن الحسن ، عن النبي –صلى الله عليه وسلم – مرسل " .
قلت : وتابع جرير وموسى بن أعين ، عمر بن معروف عن ليث به . أخرجه البخاري في (( التاريخ الكبير )) ( 7 / 415 ) . وليث هو ابن أبي سليم ، وهو ضعيف ، ولكنه توبع فقد رواه ابن عيينة في (( جامعه )) – كما في (( النكت الظراف )) لابن حجر ( 10 / 173 ) – عن معروف ، به .
فالمرسل هو المحفوظ ، والله أعلم .
ولمزيد من الإفادة راجع كلام شيخنا الحويني - حفظه الله - في هذا الرابط :-
ما صحة حديث:( أنتم في زمانٍ من ترك منكم عشر ما أمر به هلك ، وسيأتي زمانٌ من عمل منهم بعشر ما أمر به نجا )
درجة الحديث :-
حديثٌ ضعيف
التخريج :-
أخرجه الترمذيُّ (2267) ، ومن طريقه الذهبي في (( تذكرة الحفاظ )) (418/2) ، والطبرانيُّ في (( الصغير )) (1156) ، وأبو نعيم في (( الحلية )) (316/7) ، وابنُ عدي في (( الكامل )) (2483/7) ، والسهميُّ في (( تاريخ جرجان )) (ص 464) ، وتمام الرازي في (( الفوائد )) (1721) من طرقٍ عن نعيمٍ بن حمادٍ ، عن سفيان بن عيينة ، عن أبي الزناد ، عن الأعرج ، عن أبي هريرة مرفوعًا فذكره .
قال الترمذيُّ : (( هذا حديثٌ غريبٌ لا نعرفه إلاَّ من حديث نعيم ، عن سفيان )) . وقال الطبراني : (( لم يروه عن سفيان إلا نعيم )) . وكذلك قال ابنُ عدي وأبو نعيم . وقال الذهبي : (( هذا حديثٌ منكرٌ لا أصل له من حديث رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ولا شاهد ، ولم يأت به عن سفيان سوى نعيم ، وهو مع إمامته منكرُ الحديث )) . ونقل ابنُ الجوزي في (( الواهيات )) (369/2) عن النسائي أنه قال : (( هذا حديثٌ منكرٌ ، رواه نعيم بن حماد وليس بثقةٍ )) . وقال الذهبي في (( سير أعلام النبلاء )) (606/10) : (( وتفرَّد نعيمٌ بذاك الخبر المنكر : حدثنا سفيان ... وذكر الحديث ثم قال الذهبي : فهذا ما أدري من أين أتى به نعيم ، وقد قال نعيمٌ : هذا حديثٌ ينكرونه ، وإنما كنتُ مع سفيان ، فمرَّ شيءٌ فأنكره ، ثم حدثني بهذا الحديث . قُلْتُ : هو صادقٌ في سماع لفظ الخبر من سفيان ، والظاهرُ - واللَّه أعلمُ - أن سفيان قاله من عنده بلا إسنادٍ ، وإنما الإسناد قاله لحديثٍ كان يريدُ أن يرويه ، فلما رأى المنكر تعجَّب وقال ما قال عقب ذلك الإسناد فاعتقد نعيمٌ أن ذاك الإسناد لهذا القول . واللَّه أعلمُ )) . اهـ .
وتعقب الحافظ ابنُ حجر بعض ما قاله الذهبيُّ ، فقال في (( النكت الظراف على الأطراف )) (173/10) : (( قرأت بخط الذهبي : لا أصل له ولا شاهد ، ونعيم بن حماد منكرُ الحديث مع إمامته .
قُلْتُ : بل وجدتُ له أصلاً أخرجه ابن عيينة في (( جامعه )) عن معروف الموصلي ، عن الحسن البصري به مرسلاً ، فيحتمل أن يكون نعيم دخل له حديثٌ في حديث )) . اهـ .
قُلْتُ : وقد سُئل أبو حاتم الرازي - كما في (( العلل )) (429/2) لولده - عن حديث نعيم بن حماد هذا فقال : (( هذا عندي خطأ ، رواه جرير وموسى بن أعين ، عن ليث عن معروف عن الحسن عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلٌ )) .
وأخرجه أبو عمرو الدانيّ في (( الفتن )) (229) من طريق إبراهيم بن محمد ، عن ليث بن أبي سليم به مرسلاً ، وقد وجدتُ له شاهدًا من حديث أبي ذرٍّ رضي اللَّه عنه ، أخرجه أحمد (155/5) قال : حدثنا مؤملٌ ، ثنا حمادٌ ، ثنا حجاجٌ الأسود - قال مؤملٌ : وكان رجلاً صالحًا - قال : سمعت أبا الصديق يحدِّث ثابتًا البُناني ، عن رجلٍ ، عن أبي ذر مرفوعًا : (( إنكم في زمانٍ علماؤه كثيرٌ ، خطباؤه قليل ، من ترك في عُشير ما يعلم هوى - أو قال : هلك - وسيأتي على الناس زمان يقل علماؤه ، ويكثر خطباؤه ، من تمسك فيه بعشير ما يعلم نجا )) . وقد اختلف في إسناده ، فأخرجه البخاريُّ في (( التاريخ الكبير )) (374/2/1) قال : (( وقال إسحاق - هو ابن راهويه -: حدثنا المؤمل ، سمع حماد بن سلمة سمع حجاج الأسود يحدِّث ثابتًا عن أبي الصديق ، عن أبي ذرٍّ مرفوعًا نحوه .
ووجه الاختلاف أنه في رواية أحمد أن أبا الصديق هو الذي كان يحدث ثابتًا ، وفي رواية البخاري أن حجاجًا الأسود هو الذي كان يحدث ثابتًا بحضرة أبي الصديق ، ووقعت واسطة بين أبي الصديق وأبي ذر في رواية أحمد بينما خلت رواية البخاري منها .
وقد أخرجه البخاري أيضًا قال : قال إبراهيم بن موسى . وأخرجه الهروي في (( ذم الكلام )) (100) من طريق علي بن خشرم قالا : ثنا عيسى بن يونس ، سمع حجاج بن أبي زياد الأسود ، قال : حدثني أبو نضرة أو أبو الصديق - شك حجاجٌ - عن أبي ذر مرفوعًا نحوه . فهذه الرواية تؤيد - في الجملة - رواية إسحاق بن راهويه المتقدمة بإسقاط الواسطة ، ولكن وقع فيها الشك من حجاج الأسود . وهذا عندي اختلافٌ مؤثر يضعفُ به الحديث . والعلمُ عند اللَّه تعالى ، والحمد للَّه رب العالمين .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق