لفضيلة العالم الجليل الشيخ أ.د.محمد المسير - رحمه الله
وإني أتساءل: ما بال المسئولين الإسلاميين يتحدثون باسم الأديان السماوية؟! وماذا يعنون بها؟ هل يريدون أن شرائع الله التي أنزلها على المصطفين من خلقه في كل زمان ومكان تلتقي على أصول الدين ومكارم الأخلاق؟ أو يريدون أن الأديان القائمة الآن وتدعي نسبتها إلى الله هي التي تلتقي مع أصول الإسلام وقواعده؟
إن كان المراد هو الأول، فمصدرنا الوحيد هو القرآن الكريم الذي نستقي منه القصص الحق وعقائد الصدق، ونتعرف منه على دعوة المرسلين التي حرفها الناس وانحرفوا عنها.قال تعالى {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ} النمل:76، وقال جل شأنهَ {أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا} المائدة:48.
وإن كان المراد هو الثاني فليس لهؤلاء المسئولين الإسلاميين حق التكلم باسم الأديان الأخرى، ولسنا وكلاء عنهم، ولا ينبغي أن نتطوع لإضفاء شرعية أو قدسية على ما لا نعتقد ولا نؤمن به، ولندع لرؤساء هذه الأديان الحديث عن أنفسهم إن شاءوا والأجدر بمسئولي الهيئات الإسلامية في مصر والعالم الإسلامي أن يعتزوا بإسلامهم ويفاخروا الدنيا به، سواء التقوا معنا أو نأوا عنا، قال تعالى { َإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} البقرة:137.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق