السبت، 4 أغسطس 2012

ما صحة : أن التحيات إسم طائر في الجنة


كثيراً ما نشاهد ونقرأ علي صفحات الإنترنت والمواقع هذا الكلام :-
هل تعلم... أن التحيات إسم طائر في الجنة على شجرة يقال لها الطيبات بجانب نهر يقال له الصلوات ،، فإذا قال العبد : التحيات لله والصلوات الطيبات ، نزل ذلك الطائر عن تلك الشجرة فغطس في ذلك النهر ونفض ريشه على جانب النهر فكل قطرة وقعت منه خلق الله منها ملك يستغفر لقائلها إلى يوم القيامة


فما هو صحة هذا الكلام ؟؟؟؟؟؟؟


الحمد لله وصلي الله علي نبيه ومصطفاه وبعد .....
بلا شك هذا كلام لا أساس له ولا دليل عليه ولا صِحّة لِما ذُكِر .
إذاً فما معنى قولنا التحيات لله الصلوات الطيبات .......
أولاً الحديث الذي في صحيح البخاري رحمه الله
باب التشهد في الآخرة (148) / (831) : حدَّثنا أبو نُعَيمٍ قال: حدَّثَنا الأعمشُ عن شَقيقِ بنِ سَلمةَ قال: قال عبدُ اللهِ بن مسعود رضي الله عنه : ((كّنا إذا صَلَّينا خلفَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم قلنا: السلامُ على جِبريلَ وميكائيلَ، السلامُ على فلانٍ وفلان. فالتفتَ إلينا رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فقال: إن اللهَ هو السلامُ ( أي السالم من كل نقص وعيب ) ، فإذا صلَّى أحدُكم فلْيَقُلْ: التحيّات للّهِ ( أي جميع التعظيمات لله ) والصلواتُ ( أي جميع الصلوات لله ) والطيِّبات ( أي جميع الكلمات الطيبات لله ) : السلامُ عليكَ أَيُّها النبيُّ وَرحمةُ اللهِ وَبرَكاتهُ، السلامَ علينا وعلى عبادِ اللهِ الصالحين ـ فإنكم إذا قُلتموها ( أي السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين ) أَصابتْ كلَّ عبدٍ للهِ صالحٍ في السماءِ والأرضِ ـ أَشهدُ أن لا إلٰهَ إلاّ اللهُ، وأشهَدُ أَنَّ محمداً عبدُهُ ورسولُه)) هذا التشهد الأول.
ثانيا الحديث الذي في صحيح مسلم رحمه الله :
باب التشهد في الصلاة (16) 55/402 حدّثنا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ وَ عُثْمانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَإِسْحٰقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، قَالَ إِسْحٰقُ : أَخْبَرَنَا. وَقَالَ الآخَرَانِ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ ، عَنْ مَنْصُورٍ ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ ، عَنْ عَبْدِ اللّهِ بن مسعود رضي الله عنه ، قَالَ: كُنَّا نَقُولُ فِي الصَّلاَةِ خَلْفَ رَسُولِ اللّهِ : السَّلاَمُ عَلَى الله [ لا يجوز أن تقول السلام على الله] . السَّلاَمُ عَلَى فُلاَنٍ. فَقَالَ لَنَا رَسُولُ اللّهِ ، ذَاتَ يَوْمٍ: (( إنَّ الله هُوَ السَّلاَمُ )) السالم من كل نقص وعيب ) . فَإِذَا قَعَدَ أَحَدُكُمْ فِي الصَّلاَةِ فَلْيَقُلِ: التَّحِيَّاتُ لله (أي جميع التعظيمات لله هو المستحق للتعظيم ) وَالصَّلَوَاتُ لِلّهِ وَالطَّيِّبَاتُ (الكلمات الطيبات من الثناء كلها لله ) . السَّلاَمُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكَاتُهُ. السَّلاَمُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ الله الصَّالِحِينَ ( ما يحتاج تعدد السلام على فلان و فلان ، يدخل فيها كل عبد صالح ) . فَإِذَا قَالَهَا أَصَابَتْ كُلَّ عَبْدٍ للّهِ صَالِحٍ، فِي السَّمَاءِ وَالأَرْضِ. أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلٰهَ إِلاَّ الله وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ. ثُمَّ ليَتَخَيَّرُ مِنَ الْمَسْأَلَةِ مَا شَاءَ (يعني يختار من الدعاء ما يشاء) )).
وقال الشيخ عبد الله آل البسام رحمه الله تعالى في تيسير العلام شرح عمدة الأحكام عند شرح هذا الحديث :
المعنى الإجمالي: يذكر عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم علمه التشهد، الذي يقال في جلوس الصلاة الأول والأخير في الصلاة الرباعية، والثلاثية ، وفى الجلوس الأخير في الصلاة الثنائية، وأنه عُنىَ صلى الله عليه وسلم بتعليمه إياه، فجعل يده في يده، وفهّمه إياه تكريرا وتلقينا، كإحدى سور القرآن، وذلك لأهمية هذه التمجيدات والدعوات المباركات.
فقد ابتدأت بتعظيم الله تعالى، التعظيم المطلق، وأنه المستحق للصلوات وسائر العبادات، والطيبات من الأقوال والأعمال والأوصاف.
وبعد أن أثنى على الله تعالى ثنّى بالدعاء للنبي صلى الله عليه وسلم بالسلامة من النقائص والآَفات، وسأل الله له الرحمة والخير، والزيادة الكاملة من ذلك.
ثم دعا لنفسه والحاضرين من الآدميين والملائكة.
ثم عم بدعائه عباد الله الصالحين كلهم، من الإنس، والجن، والملائكة أهل السماء والأرض، من السابقين واللاحقين، فهذا من جوامع كلمه صلى الله عليه وسلم.
ثم شهد الشهادة الجازمة بأنه لا معبود بحق إلا الله، وأن محمداً صلى الله عليه وسلم له صفتان.
إحداهما: أنه متصف بصفة العبودية.
والثانية: صفة الرسالة. وكلا الصفتين، صفة تكريم وتشريف، وتوسط بين العُلُوِّ والجفاء.
فائدة: ورد للتشهد صفات متعددة، ولكن أفضلها وأجملها، تشهد ابن مسعود الذي ساقه المصنف. وقد اختاره الإمام أحمد وأبو حنيفة.
وقال الترمذي: عليه العمل عند أكثر أهل العلم، من الصحابة والتابعين. وقال البزار: أصح حديث في التشهد هو حديث ابن مسعود روي من نيف وعشرين طريقا، و لا يعلم في التشهد أثبت منه ولا أصح أسانيد ولا أشهر رجالا، ولا أشد تضافرا بكثرة الأسانيد و الطرق.أ هـ وقال ابن حجر: لا خلاف بين أهل الحديث في ذلك. وممن جزم بذلك البغوي، و من مرجحاته أنه متفق عليه دون غيره، فإن الرواة عنه من الثقات لم يختلفوا في ألفاظه بخلاف غيره .أهـ.
وفي وجوب التشهدين خلاف بين العلماء، تقدم الكلام على التشهد الأوسط في حديث عائشة رقم (80)
فائدة ثانية: قال السبكي: إن في الصلاة حقا للعباد مع حق الله، وإن من تركها أخل بحق جميع المؤمنين، من مضى ومن يجىء إلى يوم القيامة، لقوله: السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين".
وقد ذَكَر العلماء تفسير التحيات والطيبات والصلوات ، ولم يذكروا من ذلك شيئاً.
قال ابن عبد البر : ومعنى التحية الملك .
وقيل : التحية : العَظَمة لله . والصلوات : هي الخمس ، والطيبات : الأعمال الزكية .
وقال النووي : وأما التحيات ، فَجَمْع تحية ، وهي الملك .
وقيل : البقاء .
وقيل : العظمة .
وقيل : الحياة ، وإنما قيل التحيات بالجمع لأن ملوك العرب كان كل واحد منهم تحييه أصحابه بتحية مخصوصة
فقيل : جميع تحياتهم لله تعالى ، وهو المستحق لذلك حقيقة ، والمباركات والزاكيات في حديث عمر رضي الله عنه بمعنى واحد ، والبركة كثرة الخير.
وقيل : النماء ، وكذا الزكاة أصلها النماء ، والصلوات هي الصلوات المعروفة . وقيل : الدَّعوات والتضرع .
وقيل : الرحمة أي : الله المتفضل بها ، والطيبات ، أي : الكلمات الطيبات .
وقال ابن رجب : والتحيات : جمع تحية ، وفسرت التحية بالملك ، وفسرت بالبقاء والدوام وفسرت بالسلامة
والمعنى : أن السلامة من الآفات ثابت لله ، واجب له لذاته .
وفسرت بالعظمة
وقيل : إنها تجمع ذلك كله ، وما كان بمعناه ، وهو أحسن .
قال ابن قتيبة : إنما قيل " التحيات " بالجمع لأنه كان لكل واحد من ملوكهم تحية يحيا بها
فقيل لهم : " قولوا : التحيات لله " أي : أن ذلك يستحقه الله وحده .
وقوله : " والصلوات " فُسِّرَت بالعبادات جميعها ، وقد روي عن طائفة من المتقدمين : أن جميع الطاعات صلاة
وفسرت الصلوات هاهنا بالدعاء ، وفسرت بالرحمة ، وفسرت بالصلوات الشرعية ، فيكون ختام الصلاة بهده الكلمة كاستفتاحها
بقول : ((قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ )) ، وقوله : "والطيبات" ، فُسِّرَت بالكلمات الطيبات ، كما في قوله تعالى : (( إِلَيْهِ يَصْعَدُ الكَلِمُ الطَّيِّبُ)) ، فالمعنى : إن ما كان من كلام فإنه لله ، يُثْنَى به عليه ويُمَجَّد به .

وفُسِّرَت " الطيبات " بالأعمال الصالحة كلها فإنها توصف بالطيب ، فتكون كلها لله بمعنى : أنه يُعْبَد بها ، ويُتَقَرّب بها إليه .
والله تعالى أعلم .

كتبها : 
عمر بن محمد عمر عبد الرحمن
ستره الله بستره الجميل هو ووالديه والمسلمين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق